وكان هناك قبل التنظيم درب كبير فى استقامة الطرقة التى بها الباب الشرقى للسراى المذكورة، يعرف بالدرب الجديد، بداخله حارة الزير المعلق، الباقى بعضها إلى اليوم.
[ذكر ما أخذ من حارة الزير المعلق]
وكان بهذه الحارة ثلاثة جوامع:
أحدها جامع الزير المعلق، من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا.
والثانى جامع محمد بيك المبدول، المعروف بأمير اللواء محمد بيك الأزبكاوى أمير الحاج سابقا ابن عبد الله معتوق الأمير حسن بيك حاكم ولاية جرجا، أنشأه سنة اثنتى عشرة ومائتين وألف، وكان به قبر منشئه، وله أوقاف تحت نظر الديوان.
والثالث جامع الكريدى، وكان كبيرا، وبه ضريح الشيخ الكريدى.
ولما حدث التنظيم بجهة عابدين أخذت هذه الجوامع، وجملة من البيوت الكبيرة مثل بيت شربتلى باشا وبيت خورشيد باشا، وبيت عبد الرحمن كتخدا وغير ذلك، مما سيأتى بيانه فأخذ البعض فى السراى، والباقى فى الميادين والشوارع وغيرها.
وعمل هناك بجوار جامع الخلوتى مدفن نقلت إليه جثة الشيخ الكريدى وغيره، ممن أخذت مساجدهم فى التنظيمات التى حصلت بخطة عابدين.
[جامع عابدين الجديد]
وأما جثة محمد بيك المبدول، فقد بنى لها الجامع الجديد، المعروف الآن بجامع عابدين، المقابل لمدرسة ابن الخديو توفيق ودفنت به، وهو مقام الشعائر، وبه خطبة، وله منارة، وبوسط صحنه حنفية من الرخام، ونظره للديوان، ويتبعه سبيل.
وكان بداخل الدرب الجديد أيضا سكة تعرف بسكة الدورة، وعطفة يقال لها عطفة التوتة، وقد زالت تلك الحارات بما فيها من البيوت والمنازل عند بناء السراى المذكورة حتى صارت سراى كبيرة جدا، دخل فيها غير بركة الشقاف التى عرفت أخيرا ببركة اليرقان من الدور الكبيرة دار شربتلى باشا، ودار خورشيد باشا، ودار محو بيك، ودار عثمان بيك، ابن إبراهيم بيك الكبير، وعدد وافر من المنازل الصغيرة، والعطف والحارات والبساتين،