ومعهم مكاتبة بالرضا من الدولة العلية عن الأمراء المصريين بشفاعة الإنكليز، فسر بقدومهم، وكان إذ ذاك بناحية حوش عيسى من بلاد البحيرة، فعمل لذلك شنكا، ثم أرسل السعاة إلى الأمراء القبليين، وكتب عدة مكاتبات للعلماء بمصر ولمشايخ عرب الحويطات والعابد والجزيرة، فأحضر ابن شديد وابن شعير الأوراق التى أتتهم من الألفى إلى الباشا محمد على، فشكر صنيعهم وأخذ فى زيادة الاستعداد، وبينما هو كذلك إذ ورد خبر بحضور موسى باشا واليا على مصر وأن محمد على يكون واليا على سلانيك.
وفى الثالث والعشرين من الشهر، حضرت المكاتبات للعلماء والمشايخ من طرف قبودان باشا مضمونها: العفو عن الأمراء، وخروج العسكر التى أفسدت الإقليم، وأن الأمراء شرطوا على أنفسهم خدمة الدولة والحرمين الشريفين، ودفع الخزينة وتأمين البلاد، وأن المشايخ والعلماء يتكفلون بهم ويضمنون عهدهم. فحضر عند المشايخ ديوان أفندى من طرف الباشا ومعه صورة عرض يكتب عن لسان المشايخ ويرسل إلى الدولة فبعد/المحادثة بينهم اتفقوا على كتابته، وهذا هو:
[[صورة عرضحال عن لسان المشايخ إلى الدولة العلية]]
بسم الله الرحمن الرحيم الرءوف الحكيم
الحمد لله ذى الجلال على جميع الشئون والأحوال، نرفع إليك أكفا من بحر جودك، مغترفة، ونتوجه إلى كعبة فضلك، بقلوب بخالص الوحدانية، معترفة أن تديم بهجة الزمان، ورونق عنوان اليمن والأمان بدوام وزير تخضع لمهابته الرقاب، وتعنو لهمة سطوته المهمات الصعاب، منتهى آمال المقاصد والوسائل، ومحط رحال الطالب من كل سائل، حضرة صدر الصدور ومدبر مهمات الأمور الصدر الأعظم محمد على باشا، أدام الله دعائم العز بقيامه، وفسح للأنام فى أيامه، محفوفا بعناية الرب الكريم، محفوظا بآيات القرآن العظيم.