وغيرهم من النصارى واليهود وأرباب الملاهى، وأما النساء الخاطئات والمغنيون فكان لبسهم القنباز من الجوخ بأزرار فضة مطلية، ويجعلون اشيرج القصب فى صدورهن. (انتهى).
[مطلب بيان الأسواق القديمة التى كانت بهذه الخطة]
ويظهر من كلام المقريزى أنه كان فى وقته من أول شارع التبليطة الآن إلى شارع العقادين ثلاثة أسواق.
أولها سوق الشرابشيين، ابتداؤه من التبليطة. قال المقريزى: وهذا السوق مما أحدث بعد الدولة الفاطمية، وكان يباع فيها الخلع التى يلبسها السلطان للأمراء والوزراء والقضاة وغيرهم، مثل الكلوتات اليلبغاوية، والكلوتات الزركش، والشرابيش وغيرها. وإنما قيل له سوق الشرابشيين نسبة إلى الشرابيش، وأحدها شربوش، وهو شئ يشبه التاج كأنه شكل مثلث يجعل على الرأس بغير عمامة. وقد بطل الشربوش فى الدولة الجركسية. وكان فى هذا السوق عدة تجار لشراء التشاريف والخلع وبيعها على السلطان والأمراء، وينال الناس من ذلك فوائد جليلة إلى غير ذلك. (انتهى ملخصا). وذكر ابن أبى السرور أن هذا السوق اضمحل أمره فى وقته - أعنى سنة أربع وخمسين وألف، وكذا سوق الحوائصيين. (انتهى)(قلت): والآن قد عدمت هذه الأسواق بالكلية ولم يوجد لها أثر.
ثانيها سوق الحوائصيين. قال المقريزى: هذا السوق يتصل بسوق الشرابشيين وتباع فيه الحوائص؛ وهى التى كانت تعرف بالمنطقة فى القديم فكانت حوائص الأجناد أولا أربعمائة درهم فضة، ثم عمل المنصور قلاوون حوائص الأمراء الكبار ثلثمائة دينار، وأمراء الطبلخانات مائتى دينار، ومقدمى الحلقة من مائة وسبعين إلى مائة وخمسين دينارا، ثم صار الأمراء والخاصكية فى الأيام الناصرية وما بعدها يتخذون الحياصة من الذهب، ومنها ما هو مرصع بالجوهر إلى غير ذلك. (انتهى).
ثالثها سوق الحلاويين، وكان ممتدا إلى سوق الشوّايين. قال المقريزى: هذا السوق معدّ لبيع ما يتخذ من السكر حلوى، وكان من أبهج الأسواق لما يشاهد فيه من الحلاوات المصنّعة عدة ألوان، وكان يصنع فيه من السكر أمثال خيول وسباع وغيرها تسمى العلاليق، واحدها علاقة، ترفع بخيوط على الحوانيت، فمنها ما يزن عشرة أرطال إلى ربع رطل، تشترى للأطفال، فلا يبقى جليل ولا حقير حتى يبتاع منها لأهله وأولاده، وتمتلئ أسواق البلدين مصر والقاهرة وأريافهما من هذا الصنف، إلى غير ذلك مما أطال به المقريزى. (اه) وذكر ابن أبى السرور أنه فى منتصف القرن الحادى عشر كان لا يوجد بهذا السوق إلا بعض حوانيت قليلة. (انتهى).