بالشيخ»، فعرض عليه عشرة آلاف دينار يستعين بها على بناء البرج الذى فى دمياط، فرد عليه، وقال:«أنا رجل ذو مال لا أحتاج مساعدة أحد، وإن كنت أنت محتاجا أقرضتك وصبرت عليك».
فما رؤى أعز من الشيخ فى ذلك المجلس، ولا أذل من السلطان فيه. هكذا كان العلماء العاملون.
وقد صرف على عمارة البرج بدمياط نحو أربعين ألف دينار، وإنما كان يعقد الأشربة ويتجر فى خيار الشنبر ونحوه.
ولم يأخذ قط معلوم وظيفة، وينفر طبعه من أكل الأوقاف والصدقات، ويخبر أنها تسود وجوه قلوبهم.
وله من المصنفات:
شرح منهاج النووى، وشرح الستين مسألة، وكتاب القاموس فى الفقه.
وكان يتواضع جدا لمن علمه ولو شيئا يسيرا. توفى ﵁ فى ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وتسعمائة، وله من العمر نيف وخمسون سنة ودفن بزاويته بدمياط، ودفن عنده سيدى أبو العباس الحريثى. (ا. هـ).
[[ترجمة الشيخ عبد الرحمن الدهروطى]]
وينسب إلى دهروط كما فى الضوء اللامع (١)، الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن ناصر الدين البكرى الدهروطى ثم المصرى الشافعى.
ولد فى ليلة الاثنين السابع والعشرين من شعبان سنة تسع وثمانمائة بدهروط من البهنساوية، وقرأ بها القرآن وحفظ التحرير والمنهاجين مع زوائد الإسنائى وألفية ابن مالك، واشتغل يسيرا على أبيه، ثم لازم الشيخ البرماوى والغاياتى وغيرهما، وسمع
(١) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوى-القاهرة، مكتبة المقدسى،١٣٥٤ هـ. ج ٤، ص ٥٧.