على الإفرنج، ويقول:«إن الله بعثنى لخلاص المسلمين وهلاك الكفار»، فلاذ به عالم كثير من كل ناحية، وكثر جيشه جدا، فهجم بهم على مدينة دمنهور، وأحرق ستين عسكريا من الفرنساوية، كانوا قد تركوا بها للحكم فيها، ولما وصل خبر ذلك إلى الإسكندرية قام البيكباشى ديرون بأورطة من عساكرهم، فلم تمكنه العرب من الوصول إلى دمنهور وقاتلوه وهزموه بعد أن مات من عسكره خلق كثير، فحضر من الإفرنج جيش آخر، واقتتلوا مع العرب قتالا شديدا، كان عاقبته نصرة العرب وانهزمت الإفرنج إلى الرحمانية، وتبعتهم العرب بالقتل، فرجع من الإفرنج فرقة كبيرة تحاربت مع العرب فهزمتهم، ومات رئيسهم-الزاعم أنه المهدى-فى هذه الوقعة واضمحل أمرهم. ا. هـ.
[[مطلب محاربة دبوس أوغلى للألفى]]
وفى حوادث سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف (١) -من الجبرتى أيضا-أن الأمير محمد بيك الألفى توجه من بر الجيزة إلى ناحية دمنهور البحيرة، فامتنع عليه أهلها وكانوا مستعدين لذلك، لأنهم حصنوها وبنوا سورها وجعلوا لها أبراجا وبدنات، وركبوا عليها المدافع الكثيرة، وكانت البلد مضافة إلى السيد عمر مكرم نقيب الأشراف بالقاهرة، وكان يقويهم سرا ويرسل إليهم الذخيرة ويمدهم بآلات الحرب ويحرضهم على ذلك، فحاربوا الألفى وحاربهم. فلم ينل منهم غرضا، وظهر له تلاعب السيد عمر معه بعد ما كان يراسله ويعده بإعادة الأمر إليه كما كان فيصدقه ويساعده بإرسال المال ليصرفه فى مصالح المقاتلين والمحاربين. وفى ذاك الوقت كان محمد على باشا متوليا حكومة مصر، وجاءه الفرمان السلطانى، وكان شارعا فى طرد المماليك وأشقياء العرب وإزالة الفساد من جميع البلاد، فقلد خزنداره دبوس أوغلى الخزندارية، وجهز له طائفة من العسكر وأنزله ليحارب الألفى، فعدى بالعسكر إلى بر إنبابه، وكان الألفى عاثيا بعربه وعسكره فى جميع البلاد.
وفى شهر ربيع الثانى وردت له سعاة من الإسكندرية وأخبروه بورود مراكب مشحونة بالعساكر من النظام الجديد وصحبتهم ططريان وجماعة من الإنكليز،