ضريح منشئها، يعمل له حضرة فى كل أسبوع ومولد فى كل سنة، ونظرها تحت أيدى ذريته، وقد ذكرنا ترجمته فى الكلام على بلدته سمنود فارجع إليها إن شئت.
[زاوية المهمندار]
هذه الزاوية بخط البراذعية من الدرب الأحمر بين جامع الماردانى وأبى حريبة، على يمين الذاهب من هناك إلى قلعة الجبل، لها بابان أحدهما على الشارع، والآخر داخل حارة اليانسية، وهى عامرة مقامة الشعائر، وبها خطبة ومنافعها تامة، وكان أصلها مدرسة تعرف بالمدرسة المهمندارية.
قال المقريزى: هذه المدرسة بناها الأمير شهاب الدين أحمد بن أقوش المهمندار ونقيب الجيوش سنة خمس وعشرين وسبعمائة، جعلها مدرسة وخانقاه، وجعل طلبة درسها من الفقهاء الحنفية، وبنى إلى جانبها القيسارية والربع الموجودين الآن، ويعرف خطها اليوم بخط جامع الماردانى خارج الدرب الأحمر، وهى تجاه مصلى الأموات انتهى.
وذكرها أيضا فى الخانقاهات، وقال: إنها بين حارة اليانسية وجامع الماردانى ثم إنها فى سنة خمس وثلاثين ومائة وألف أنشأ بها سليمان أغا القازدغلى مئذنة ومنبرا منقوش عليه هذه الأبيات:
سليمان قد وافيت عزا وسؤددا … وأبقيت للقزدغلى مجدا مؤبدا
بزاوية جدّدت فيها مشاعرا … نفائس صارت للعبادة موردا
وأحدثت فيها منبرا قد زهت به … ومئذنة أضحت تدلّ على الهدى
ومع غاية الإسعاد قلت مؤرّخا … لعمرى قد أسست بالهدى مسجدا
وهى إلى الآن عامرة مقامة الشعائر، وفيها المنبر يخطب عليه للجمعة والعيدين ولها مطهرة وأخلية ومنارة، ولها أوقاف تحت نظر الديوان.