ثم يرتحل من القريص صباحا فيصل بعد سبع ساعات إلى مقطع يقال له قطع ابن واظ، صعب المسلك جدا تنزل منه الجمال جملا جملا لضيقه.
وبعد تجاوزه تضرب المدافع، وتلعب العرب على الخيول، ويكون موكب عظيم إلى أن يصلوا إلى محطة العقبة.
[محطة العقبة]
وهى قرية صغيرة خفيفة البناء تشبه منازلها عشش معروف التى بالمحروسة، وبها نخيل وبساتين، وفيها سوق يباع فيه البلح والرمان، والتين والزبيب، والسمن واللحم، والملح والبصل والنبق وحشائش الجبل، ونحو ذلك مما تأتى به العرب، ويأتى إليها من ناحية غزة الفواكه الناشفة.
وفيها قلعة بها عساكر طوبجية، وبيادة ومدافع، ومخازن لتعيينات الحاج ومساكن للمستخدمين، وعندها حفائر على شاطئ بحر القلزم ينبع منها ماء عذب، بعد حفر نحو ذراع، يزرع عليها بعض خضر ويسقى منها البساتين.
وفى القلعة بئر عذبة الماء فيبيت الحاج بها.
ويصرف هناك للعرب أصحاب الدرك مرتباتهم، من نقود وخلع وحلويات، على حسب العادة المقررة فى الدفاتر. وهؤلاء العرب من قبيلة تسمى العلويين، ودركهم يمتد من سطح العقبة إلى قصر العدوية، بعد العقبة بنحو ساعة، فيبيت الحاج بها ويمكث إلى الساعة العاشرة من النهار، ثم يرتحل فى أولها.
[محطة ظهر الحمار]
فيصل إلى محطة ظهر الحمار فى الساعة السادسة من الليل، ويكون مسيره فى