للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(المنيا)]

وتسمى أيضا: منا، وقرية من مديرية القليوبية بمركز شبرى، موضوعة على الشاطئ القبلى لترعة القلح، وشرقى الخليخ المصرى بشئ قليل، وفى شمال قرية الخصوص. وبها جامع عامر، وفى جهتها الغربية جنينة صغيرة لعبد المجيد أفندى الترجمان، وتكسب أهلها من الزرع وغيره

[(ترجمة العلامة الشيخ عبد الرءوف المناوى الشافعى)]

وهى وإن كانت قرية صغيرة، لكنها محلاة بالفضائل، حيث نشأ منها من أكابر الأفاضل الإمام الكبير والعلم الشهير: الشيخ المناوى صاحب التآليف الكثيرة، والتصانيف الشهيرة، وهاك ترجمته كما فى خلاصة الأثر.

هو عبد الرءوف بن تاج العارفين بن على زين العابدين، الملقب زين الدين الحدادى، ثم المناوى، القاهرى الشافعى، الإمام الكبير الحجة، الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجلّ أهل عصره من غير ارتياب، كان إماما فاضلا، زاهدا، عابدا، قانتا لله خاشعا له، كثير النفع، وكان متقربا بحسن العمل، مثابرا على التسبيح والأذكار، صابرا صادقا. وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة من الطعام واحدة، وقد جمع من العلوم والمعارف على إختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع فى أحد ممن عاصره.

نشأ فى حجر والده وحفظ القرآن قبل بلوغه، ثم حفظ البهجة وغيرهما من متون الشافعية، وألفية ابن مالك، وألفية سيرة العراقى، وألفية الحديث له أيضا. وعرض ذلك على مشايخ عصره فى حياة والده، ثم أقبل على الاشتغال فقرأ على والده علوم العربية، وتفقه بالشمس الرملى، وأخذ التفسير والحديث والأدب عن النور على بن غانم المقدسى، وحضر دروس الأستاذ محمد البكرى فى التفسير والتصوف، وأخذ الحديث عن النجم الغيطى، والشيخ قاسم، والشيخ حمدان الفقيه، والشيخ الطبلاوى. لكن كان أكثر اختصاصه بالشمس الرملى، وبه برع.