حوقل وأبو الفداء بوصير كورديس وهى فى دفاتر التعداد معروفة باسم بوصير دفنو وسماها أبو صلاح فى تاريخ الديار المصرية بوصير ونا وقال إنها قريبة من سجن يوسف ﵇ وإنه كان فى داخلها على بعد قليل من القصر كنيسة عظيمة للعذراء قديمة متخذة من حجر صلب وقد أخذ حجارتها الأمراء الذين تملكوا هذه المدينة بالتعاقب حتى صارت خرابا وفى أرض ونا كنيسة لمارى جرجس وفى منية القائد كنيسة للعذراء بنيت فى زمن الخليفة الحاكم بناها مفضل بن صالح أحد أمراء الوزير أبى الفرج وبنى على شاطئ النيل كنيسة أخرى أخذها البحر بعد قليل وفى ونا بوصير جملة كنائس كنيسة للعذراء وكنيسة لمارى جرجس وكنيسة لأبى باخوس وقد جعلت قرية ونا فى دفاتر التعداد من مديرية البهنسا.
وأما بوصير البهنسا فقد تكلم عليها ابن حوقل وجعلها من قرى الأشمونين وقال إن الخليفة مروان بن محمد الأموى آخر خلفاء بن أمية قتل بها وقد اختلف المؤرخون فى محل قتله فقال القسيس جان أحد المعاصرين إن قتله كان فى محل يعرف باسم دوتون.
وقال المقريزى قتل فى بوصير الجيزة ووافقه على ذلك أبو المحاسن وأبو الفداء وقال أبو الفداء فى تاريخه: إن العساكر العباسية لحقته فى كنيسة بوصير من أرض الفسطاط وهذا يخالف قوله فى خطط مصر أنه قتل فى بوصير كورديس ويخالف أيضا قول جان الذى كان فى محل الواقعة فإنه ذكر أن مروان بعد أن أقام زمنا بمعسكره فى الجيزة فر قبل تعدية العساكر العباسية بيومين وهذا يفيد أنه فارق أرض الجيزة ووقع فى أيدى أعدائه بعيدا عنها.
[ترجمة عبد الحميد بن يحيى الكاتب]
وفى ابن خلكان قتل مروان كان يوم الاثنين ثالث عشر ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة هجرية بقرية يقال لها بوصير من أعمال الفيوم بالديار المصرية وأنه قتل معه كاتبه أبو غالب عبد الحميد بن يحيى بن سعد الكاتب البليغ المشهور الذى كان يضرب به المثل فى البلاغة حتى قيل فتحت الرسائل بعيد الحميد وختمت بابن العميد.