وثمانون قرشا ولنحو الزيت والحصر والبسط وملء الميضأة ونحو ذلك ثلاثة عشر ألف قرش وسبعون قرشا ويحفظ الباقى فى ديوان الأوقاف لنحو العمارات.
وذلك غير النذور والعوائد الآتية من الزوار، لكن ذلك يأخذه الخدمة ولا يحسب فى الإيراد ومن ذلك إيراد القنديل المعلق فى القبة فوق المقصورة بجوار الضريح، فإن من كان بعينه داء من رمد ونحوه من أهل المحروسة وغيرهم رجالا ونساء يذهب فى ليلة الحضرة إلى الزيارة فيبيت هناك ويكحل عينه من زيت ذلك القنديل ويدفع للوقاد ما تيسر من النقود، ويرون فى ذلك شفاء فإذا تم الشفاء يأتون بالنذور والهدايا، ولذلك القنديل شهرة تامة فى هذه الخاصية وقد ترجم هذه السيدة الكريمة جماعة من المؤرخين
[ترجمة السيدة نفيسة ﵂]
قال المقريزى: نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب أمها أم ولد تزوجها إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين فولدت له ولدين القاسم وأم كلثوم لم يعقبا.
وكانت نفيسة من الصلاح والزهد على الحد الذى لا مزيد عليه فيقال: أنها حجت ثلاثين حجة وكانت كثيرة البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار؛ فقيل لها: ألا ترفقين بنفسك!. فقالت: كيف أرفق بنفسى وأمامى عقبة لا يقطعها إلا الفائزون!.
وكانت تحفظ القرآن وتفسيره، وكانت لا تأكل إلا فى كل ثلاث ليال أكله.
وذكر أن الإمام الشافعى ﵁ زارها من وراء الحجاب وقال لها: ادعى لى.
وكان صحبته عبد الله بن عبد الحكم، وماتت ﵂ بعد موت الإمام الشافعى ﵁ بأربع سنين. وقيل: أنها كانت فيمن صلى على الإمام الشافعى وقد توفيت ﵂ فى شهر رمضان سنة ثمان ومائتين ودفنت فى منزلها المعروف بخط درب السباع ودرب بزرب. ويقال: أنها حفرت قبرها هذا وقرأت فيه مائة وتسعين ختمة وأنها لما احتضرت خرجت من الدنيا وقد انتهت فى حزبها إلى قوله تعالى: ﴿(قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)﴾ (١) ففاضت نفسها مع قوله تعالى:
(الرحمة) اه. باختصار.
وفى ابن خلكان: أنها دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر. وقيل: دخلت مع أبيها الحسن وأن قبره بمصر.