[[فصل] فى بيان اختلاف قيم النقود وغيرها وبيان أثمانها، والغلاء والرخاء على تعاقب السنين من سنة ٨٧ من الهجرة إلى سنة ١٢٨٦]
/ - واعلم أن قيم النقود لم تكن بمثابة واحدة فى جميع الأزمان، بل تختلف ١٣٢ لأسباب من قلة وكثرة ورخص وغلاء ونحو ذلك، وفى كتب التواريخ كثير من ذلك.
ولنورد لك جملة فى هذا المقام من رسالة المقريزى وغيرها فى الغلاء (١) فنقول:
إن أول غلاء وقع بمصر فى الملة الإسلامية كان فى سنة سبع وثمانين من الهجرة، والأمير بمصر يومئذ عبد الله بن عبد الملك بن مروان من قبل أبيه،، فتشاءم الناس به؛ لأنه أول غلاء وأول شدة رآها المسلمون بهذه الديار.
وفى سنة ٩٦ فى زمن سليمان بن عبد الملك، ضرب بدمشق دينار حرره الفرنساوية فيما بعد، فكانت قيمته أربعة عشر فرنكا ونصفا، ووزنه درهم وأربعة أعشار درهم مصري، وعياره تسعمائة وسبعة وثمانون.
وفى سنة ٢٠٣، فى خلافة المأمون ضرب بمصر دينار حرره الفرنساوية، فكن كالذى قبله قيمة ووزنا وعيارا.
وفى سنة ٢٠٤، ضرب بها أحمد بن طولون دينارا عرف بالأحمدى، وشدّد فى عياره، فكان لا يقضى بأجود منه.
وفى سنة ٣٣٨، وقع الغلاء بمصر، وأميرها يومئذ أبو القاسم أبو المغوار ابن الأخشيد فمقتته الرعية ومنعوه من صلاة العتمة فى الجامع العتيق.
(١) انظر كتاب إغائة الأمة بكشف الغمة لتقى الدين أحمد بن على المقريزى ط ٣ - نشر محمد مصطفى زيادة وجمال الدين محمد الشيال، القاهرة دار الكتب والوثائق القومية ٢٠٠٢ م