من الأولياء، وقصور مشيدة بالمونة والبياض ذات شبابيك من الحديد والزجاج والخشب المخروط، إلى غير ذلك مما لو استقصى قصا.
وأعظم مساجدها مسجد سيدى أحمد البدوى ﵁، فإنه لا يفوقه فى التنظيم وحسن الوضع والعمارية من المساجد إلا قليل، وهو فى وسط البلد تقريبا يحيط به أربعة شوارع، وفى ضلعه القبلى مقام قطب الأقطاب سيدى أحمد البدوى ﵁، وعلى ضريحه مقصورة من النحاس الأصفر فى أحسن شكل، وقبة عالية مثل قبة الإمام الشافعى، وبداخله أيضا مقام تلميذه سيدى (عبد المتعال)، ومقام سيدى (مجاهد)، وبه نحو ستين عمودا من الرخام الأبيض، وله فى تدريس العلوم به شبه بالجامع الأزهر، ففيه نحو ألفى طالب غير المدرسين ولهم شيخ كشيخ الأزهر.
[[العالم، والكاتب: السيد إمام القصبى]]
وقد تداول مشيخة العلماء بالجامع الأحمدى قديما وحديثا، جملة وافرة من أجلاّء العلماء وفضلائهم، ومن آخرهم العالم العلامة الأديب، والحبر الفهامة الأريب، الكاتب الشاعر المجيد اللطيف الظريف السيد إمام القصبى الشافعى ابن العارف بالله تعالى الولى الصالح ذى الكرامات الظاهرة والخوارق الباهرة السيد حسن القصبى الكبير، أخذ طريق الخلوتية عن شيخ الإسلام الشيخ عبد الله الشرقاوى ﵁، وانتفع الناس بكراماته حيا وميتا ﵁، مكث المترجم ﵀ طويلا فى مشيخة العلماء بالجامع الأحمدى، وكان متفردا فى وقته، وله من المصنفات ورقائق الأشعار، وجلائل القصائد طويلة وغيرها فى مدح سيدى (إبراهيم الدسوقى)، وسيدى (أحمد البدوى)﵄، وغير ذلك مما لا يحصى، وله من الثروة وسعة الإيراد والشهرة التامة، والحظوة والوجاهة عند الحكام وعظماء الناس، ما لا يقدر قدره، توفى ﵀ ودفن ببلده طندتا.