للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاهدة لهم بالتمليك، فإذا أحضروها وبينوا وجه تملكهم لها إما بالبيع أو الانتقال إليهم بالإرث، لا يكتفون بذلك بل يأمرون بالكشف عليها فى السجلات، ويدفع على ذلك الكشف دراهم عينوها فى ذلك الطومار، فإن وجد تمسكه مقيدا بالسجل، طلب منه الثبوت ويؤخذ منه قدر معين، ويكتب له بعد ذلك تمكين، ثم ينظر فى قيمته ويدفع على كل مائة اثنان، فإن لم يكن له حجة أو كانت ولم تكن مقيدة بالسجل أو مقيدة ولم يثبت ذلك التقييد، فإنها تضبط بديوان الجمهور وتصير من حقوقهم، ومما رتبوه أيضا المقررات على المواريث والموتى، ومقاديرها متنوعة فى القلة والكثرة، كقولهم: إذا مات الميت يشاورون عليه، ويدفعون معلوما لذلك، ويفتحون تركته بعد أربع وعشرين يوما، فإن بيعت على غير هذا الوجه ضبطت للديوان، ولا حق فيها للورثة، وإن فتحت على الرسم بإذن الديوان، يدفع على ذلك الإذن مقدار، وكذلك على ثبوت الوراثة، ثم عليهم بعد قبض ما يخصهم مقدار وكذلك من يدعى دينا على الميت يثبته بديوان الحشريات ويدفع على إثباته مقررا، ويأخذ له ورقة يستلم بها دينه، فإذا استلمه دفع مقررا أيضا، ومثل ذلك فى الرزق والأطيان والهبات، والمبيعات والدعاوى والمنازعات والمشاجرات، والإشهادات، ولا يسافر المسافر إلا بورقة يدفع عليها قدرا، وكذلك المولود إذا ولد يؤخذ عليه قدر يقال له: إثبات الحياة، وكذلك المؤاجرات وقبض أجر الأملاك وغير ذلك.

[[أيوب بك الدفتردار]]

وتكلم الجبرتى أيضا على أيوب بك الدفتردار المذكور فقال: إنه من مماليك محمد بك أبى الذهب، تولى الإمارة والصنجقية بعد موت أستاذه، وكان ذا دهاء ومكر، ويتظاهر بالانتصار بالحق وحب الأشراف والعلماء، ويشترى المصاحف والكتب، ويحب المذاكرة والمسامرة، وسير المتقدمين، ويواظب على الصلاة فى الجماعة، ويقضى حوائج القاصدين بشهامة وصرامة، وصدع للحائد خصوصا إذا كان الحق بيده، ويتعلل كثيرا بمرض البواسير.