كان منهمكا على بث العلم سالكا سبيل السلامة والنجاة، مراقبا لله بما ينفعه فى دنياه وآخرته، مجتهدا فى العبادة، متمسكا بالأسباب القوية من التقوى، قائما منها بما لا يطيقه سواه، حتى إنه كان إذا مر فى السوق يسد أذنيه حتى لا يسمع كلام من بجانبه، ويسرع فى مشيته مطرقا من خوف الله وخشيته حذرا من تفويت وقته فى غير عبادة وطاعة.
رحل من بلده إلى الجامع الأزهر، وأخذ عمن به من أكابر علماء عصره كالشيخ سلطان وغيره، وأجازه جل شيوخه بالإفتاء والتدريس فتصدر للإقراء واشتهر بالبركة لمن يقرأ عليه، وانهمك طلاب العلم عليه ففازوا منه بأوفر نصيب. وألف حاشية على شرح العقائد للخطيب. واستمر سالكا طريق الإستقامة حتى آن أوان حمامه.
وتوفى بمصر فى أوائل صفر سنة ثلاث وسبعين وألف/ودفن بتربة المجاورين. وكانت ولادته سنة ألف. والمرحومى نسبة لمحلة المرحوم من المنوفية. انتهى.
[ترجمة الشيخ مصطفى المرحومى]
وفى الجبرتى أن منها: العالم الفاضل الشيخ مصطفى المرحومى الشافعى، وبها نشأ وحفظ القرآن وجوّده وحضر إلى مصر وحفظ المتون وتفقه على أشياخ وقته كالملوى، والحنفى، والمدابغى، والبقرى.
ومهر فى المعقول والمنقول، وقرأ الدرس بالأزهر وجامع أزبك. وكان له حافظة واستحضار للمناسبات والأشعار واللطائف، لا يمل حديثه، وكان يتردد على بعض بيوت الأمراء والأعيان فيكرمونه ويحبونه ويستفيدون من لطائفه ونوادره.
واستمر على ذلك إلى أن مات عليه رحمة الله سنة سبع ومائتين وبعد الألف.