وكان رحيل الحاج من البركة سنة خمس وخمسين وتسعمائة، وقت طلوع الشمس من يوم السبت ثالث عشر شوال، فسار إلى القرب من البويب، فكان مسيره إلى ما قبل الظهر بسبع وعشرين درجة، خمسين درجة لدخول الصنجق من غير العادة، والعادة أكثر من ذلك، وتكامل الركب بالدار إلى الظهر.
والبويب مضيق بين جبلين صغيرين وشرفه وتل رمل مستطيل يمينا، وله بابان هذا وباب آخر عند مناخ عقبة أيلة، وهو بناء على قنة جبل فى أول دار حقل كأنه إشارة/ إلى أن هذا أول المفازة من حد مصر. وكان المسير أذان الظهر إلى دار المعشى بالدار الحمراء، وهى التى تسمى الآن الدار البيضاء، فكان مدة سيره إلى المغرب خمسا وسبعين درجة، وأقام بالدار إلى ما بعد العشاء بأربعين درجة وسار فمرّ على الطليحات، وقطع المصانع، وهى جمع مصنع، علم على ما صنع هناك، ليكون موردا للحاج، ولم يتم عمله.
ويشتمل على فسقية عميقة معطلة وبئر خراب، قيل إنه لما انتهى الحفر إلى هذا الحد، سمع من داخلها قائل يقول: أقصروا عن العمل فليس هنا ماء. وسار إلى القرب من مقرح عويبد، وكان مدة سيره إلى ما بعد الشمس بعشر درج مائة وستين درجة، وأقام بدار المغدى ثلاثين درجة، وسار قبل الظهر بخمس وثلاثين درجة، فقطع الوعر الذى تسميه العامة المقاث ومراكع موسى، وهو أول محجر يوجد بالدرب المصرى، ويقال إن هناك عمودا مكتوبا عليه الداخل لهذه البرية مفقود والخارج منها مولود. واستمر فى سيره إلى أن كان وصول الصنجق إلى عجرود قبل المغرب بثمان درج، وكان مدة سيره مائة وخمس درج. انتهى. وانظر بقية الكلام على محطات الحج فى عجرود.
مطلب الكلام على تجهيز المحمل الشريف
المصرى وخروجه إلى أن يعود
وكيفية تشغيل الكسوة الشريفة وما يتعلق بها
وقد رأينا أن نورد هنا طرفا مما يتعلق بمحمل الحج الشريف المصرى على ما هو