قرية من مديرية أسيوط ويقال لها: أبنوب الحمام، واقعة على الشاطئ الشرقى للنيل، بينها وبين الجبل الشرقى أكثر من ساعة، وهى رأس قسم وأبنيتها من أحسن أبنية الأرياف لجودة أرضها، وفيها جوامع عديدة وكنيسة ومكاتب لتعليم أطفال المسلمين، ومكاتب لأطفال النصارى، فيها معمل دجاج وأقباط بكثرة، ومنهم النّحالة الذين يولدون النحل ويستخرجون عسله، ومنهم الحاكة الذين ينسجون الصّوف، ومنهم التجار وباقى أهلها يتكسبون من الزرع، ولها سوق كل يوم خميس، وفى بحريها قرية تسمى سوالم أبنوب.
ومن قرية أبنوب نشأ الفاضل أحمد بيك جمعة مأمور هندسة تقسيم مياه قسم أول من الوجه البحرى ووكيل مجلس عموم الزراعة، أخبر عن نفسه أنه دخل مكتب أسيوط الذى أنشئ على طرف الميرى سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، فتعلم به فى حال صغره الخط العربى وشيئا من القرآن، ثم نقل منه فى سنة خمسين إلى مدرسة قصر العينى بالمحروسة، ثم فى سنة اثنتين وخمسين نقل منها إلى مدرسة التجهيزية فى أبى زعبل، وفى سنة ثلاث وخمسين نقل إلى مدرسة المهندسخانة الخديوية ببولاق مصر، فأقام بها نحو خمس سنين، فتعلم بها العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من فنون تلك المدرسة.
وكان فى كل مدرسة من نجباء فرقته وفى سنة ثمان وخمسين أعطى رتبة ملازم ثان بوظيفة معاون بقلم الهندسة، وفى سنة تسع وخمسين أعطى رتبة ملازم/أول وجعل معاونا فى