للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك من الأسواق والدكاكين وكانت من أجل المدائن الإسلامية، وهى آخر ما بنى فى مصر من المدائن، والآن قد استولى عليها الخراب من ظلم الولاة والكشوفية. انتهى.

[ترجمة العلامة ابن الزين الشافعى]

وإليها ينسب كما فى الضوء اللامع للسخاوى محمد بن زين بن محمد بن زين بن محمد بن زين الشمس، أبو عبد الله الطنتدائى الأصل النحرارى الشافعى، ويعرف بابن الزين، ولد قبل الستين والسبعمائة بالنحرارية من الغربية، وحفظ القرآن بأبيار، وارتحل إلى القاهرة فحفظ الشاطبيتين، والتنبيه، والألفية، وقرأ بالسبع وتمام إحدى وعشرين رواية على الفخر البلبيسى إمام الأزهر، وتفقه بالعز القليوبى، وأخذ عن البدر الزركشى، والكمال الدميرى وعمر الخولانى، وآخرين. ونظم السيرة لفتح الدين بن الشهيد، وحج مرتين، وشرح ألفية ابن مالك نظما، وكذا الرائية، وأفرد لقراءة كل من السبعة منظومة، وله نظم كثير فى العلم والمديح النبوى، وأفرد جملة منه فى ديوان كبير جدا، وهو صاحب المنظومة المتداولة فى الوفاة النبوية، ونظم قصة السيد يوسف فى ألف بيت، وسبك الأربعين النبوية فى قصيدة، وهو مطبوع فى غالب شعره على صناعات المعانى، والبيان من المقابلة ونحوها، وربما وقع فى شعره اللحق؛ لعدم إمعان النظر، ولكلامه وقع فى القلوب، وفيه حكم ومعان مع الصلاح والزهد، وكان خيّرا منورا مهيبا، ذا أحوال وكرامات، وأخذ عنه غير واحد من أهل تلك النواحى وغيرها القراآت. وبلغنى أنه كان أصم، فإذا قرئ عليه يدرك الخطأ أو الصواب، بحركات فم القارئ؛ لوفور ذكائه مع صلاحه، ويقال أنه كان أول أمره جزالا، وأنه تزوج امرأة عمياء، فحثته على قراءة القرآن، وأعطته ما دفعه لمن يعلمه، فكان ذلك فاتحا له إلى الخير.

ويحكى أنه قال فى بعض نظمه، ما معناه: إن الله يرضى الكفر للكفار. فأنكر عليه العينى، فقال له: قال جماعة من العلماء: إن المراد بالعباد فى الآية