الحلبى، والشمس محمد الشوبرى، وصحب النور الشبراملسى واقتصر عليه من بين شيوخه ولازمه وصار الشبراملسى لا يصدر إلا عن رأيه.
ومن غريب ما اتفق له معه: أن الشبراملسى كان يحضر دروس الشمس الشوبرى لكونه أسن منه وكان الشمس الشوبرى يعتقد زيادة فضل الشبراملسى ويكثر المطالعة لأجله ويمعن النظر فى تحرير المسائل الفقهية. وكان مع مزيد جلالته إذا توقف فى أثناء مطالعته فى شئ ولم يظهر الجواب عنه يكتب عليه ويعرضه على الشبراملسى فيجيبه عنه.
وكان الشبراملسى من دقة النظر بمكان فلما رأى المحلى ذلك منع الشبراملسى من حضوره درس الشوبرى وحلف عليه بالله سبحانه أن لا يحضره فحاول أن يخلصه من اليمين فلم يقدر ولم تطب نفسه أن يتكدر منه خاطره لما تقدم من شدة انقياده إليه فترك حضور الدرس، وبلغ ذلك الشوبرى فتألم غاية التألم وظهر منه التغير الشديد على المحلى، ودعا عليه بدعوات منها أن الله سبحانه يقطعه عن الجامع الأزهر كما قطع الشبراملسى عن حضور درسه فاستجاب الله سبحانه دعاءه وهاجر من الجامع الأزهر بغير سبب، ولم يطب له المكث فى مصر وتوجه إلى دمياط وأقام بها ولم يرزق فيها حظا فى درسه مع أنه أفضل من فيها من علمائها.
وله مؤلفات ورسائل كثيرة منها:«حاشية على تفسير البيضاوى».
وكانت وفاته بدمياط فى شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وألف.
[[ترجمة الشيخ منصور بن على السطوحى]]
ومن علمائها أيضا: منصور بن على السطوحى نزيل مصر ثم القدس ثم دمشق. الشافعى العالم العامل والفاضل الكامل المشهور بالعبادة والعرفان والبالغ إلى مرتبة التفرد فى الزهد وعظم الشأن.
دخل مصر وصحب بها الشيخ الولى الصالح مبارك وأخذ عنه طريق الشاذلية، وسلك مسلك القوم وهجر المألوف والنوم وصقل قلبه بصقيل