للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(المقياس فى زمن الرومانيين)]

لم يستدل على أن الرومانيين أنشأوا مقاييس جديدة بل اكتفوا بالموجود قبلهم، ولما كانت إدارة المالية مؤسسة على/حركة مياه النيل فى وقت الفيضان كما سبقت الإشارة إلى ذلك اعتنوا بحفظ الموجود منها، وفى زمن القيصر «ماركوريل» قد ساح لعالم الفاضل «إليوس أرستيد» بلاد آسيا والشام وبلاد يهوذا ومصر إلى حد الشلالات، وقد ذكر فى كتابه: «أن فى وقته كان يقاس فيضان النيل بمقياس مدينة منف ومقياس مدينة قفط التى هى من مدن الأقاليم القبلية»، وبناء على قوله ينبغى أن يصل الماء فى مقياس مدينة قفط إلى إحدى وعشرين ذراعا ليعم الأرض فى الأقاليم المصرية.

[(المقياس فى مدة قياصرة الشرق، أى: قياصرة القسطنطينية)]

وفى زمن القيصر [قنسطنطين] (١) كان المقياس النقالى يحفظ فى معبد سيرابيس وذلك على العادة السابقة من مدة الفراعنة، ولكن لما تدين هذا القيصر بالديانة النصرانية نقل المقياس الذى كان يطلق عليه اسم «ذراع النيل» وجعله فى كنيسة الإسكندرية تعظيما للديانة النصرانية، فغضبت لذلك كهنة الديار المصرية العتفة، وأشيع فى جميع أعمال القطر المصرى، أنه لا يحصل فيضان فى تلك السنة بسبب غضب المقدس سيرابيس، وخاف الأهالى من ذلك ولكن لم يحصل شئ مما توهموا حصوله، وحصل الفيضان فى تلك السنة واسنين التى بعدها، وبقى المقياس فى الكنيسة إلى زمن القيصر [جوليان (٢) الملقب «بالمرتد»، فأمر برد جميع ما كان للديار المصرية من الم؟؟؟ با، وكانت قد تجردت عنها بتعدى من سبق من


(١) فى الأصل: قسطنطين. ولصحيح ما أثبتناه فهو. Constantine انظر: إدوارد جيبون:
اضمحلال الإمبراطورية الرومنية وسقوطها، ج ١، ص ٣١٣؛ سعيد عاشور: أوربا العصور الوسطى، ج ١، ص ١٧ وما بعدها، ط الثالثة، القاهرة ١٩٦٤.
(٢) فى الأصل: بوليان. والصحيح ما أثبتناه.