[تنظيم شوارع القاهرة، وأول من أدخل المبانى الرومية فى الديار المصرية، ومن تبعه، وزاد عليه بالإتقان والإبداع]
وكان الخديو اسماعيل يود تنظيم ما بقى من القاهرة، على أسلوب تنظيم الإسماعيلية، وصدرت أوامره لديوان الأشغال بذلك، وعملت رسومات طبق رغبته، فكان من أغراضه جعل سراى عابدين مركزا يتفرع منه عدة شوارع، منها ما تم وامتد إلى الإسماعيلية وإلى الأزبكية، ومنها ما لم يتم كشارع يمتد من عابدين ويمر تجاه جامع الشيخ صالح، ويمتد مستقيما إلى ميدان السيدة زينب ﵂، وآخر من قبلى عابدين خلف سراى المرحوم راغب باشا، ويمتد مستقيما إلى أن يلتقى مع شارع محمد على
ثم رغب فى إنشاء شوارع مركزها جامع السيدة زينب، وتمتد فى جهاتها، وتقطع حارات البلد القديمة مع عطفها وأزقتها، لتجديد الهواء وإزالة العفونة، وأحدها يكون من ميدان السيدة إلى بركة الفيل إلى شارع محمد على.
وكذلك كان يرغب فى جعل سراية العتبة الخضراء مركزا لعدة شوارع، منها ما تم، ومنها ما كان يرام امتداده من العتبة الخضراء إلى باب الفتوح إلى الخلاء، وغير ذلك كثير.
وكان من مشروعاته إحداث ميادين متسعة، أحدها عند باب الفتوح، والثانى عند السلطان حسن، والثالث عند بركة الفيل، وغير ذلك خارج البلد. وكان من مشروعاته أيضا إزالة تلول البرقية وباب النصر.
***
وأول من أدخل المبانى الرومية فى الديار المصرية هو العزيز محمد على، فأحضر معلمين من الروم، فبنوا له سراية القلعة، وسراية شبرا، وعمل بينها وبين مصر طريقا متسعا مستقيما، غرسه من جانبيه بالجميز واللبخ، وعمل مثله بين القاهرة وبولاق، وأنشأ بستان الأزبكية، وأزال التلول التى كانت خارج باب الحديد وفى غربى القاهرة.