تكلم على غيره من الفروع الخارجة من الفرع الشرقى من النيل، قلت: لم يتكلم عليه المقريزى أيضا، ولا أبو الفداء مع تكلمهما على خليج أشمون طناح، ولعل سبب ذلك أنه كان فى زمن هؤلاء المؤرخين، قد سدّ الطمى فمه ومنعه من الإتصال بالنيل فى غير وقت الفيضان، أو أنهم رأوا أنه من حفر الآدميين لا أصلى بالطبيعة فلم يذكروه على أنه ربما كان هو الخليج (السردوسى) الذى تكلم عليه المقريزى فى خططه، وقال: إنه جعل لرىّ جزء عظيم من بلاد الشرقية، وفيه انعطافات كثيرة. انتهى.
والآن صان الحجر قرية من بلاد الشرقية، من مركز العرين بجوار التلول القديمة من قبليها، وهى فى غربى بحر مويس، وبحرى تل (راك) بنحو ثلاثين ألف متر، ويتوصل منها إلى البحيرة البيضاء، ومن البحيرة البيضاء إلى البحر الرومى، وجميع البحائر التى بمديريتى الشرقية والدقهلية تجتمع فى بحر مويس المشهور بالمشرع، ومنه إلى البحيرة البيضاء ثم تصب فى المالح، وأغلب تكسب أهلها من صيد السمك وبيع الجبن المنزلاوى، وبها آثار قديمة ومجلسان للدعاوى والمشيخة، ومساجد ومكاتب أهلية، وأغلب أطيانها رمال، والصالح منها يزرع شعيرا وجلبانا وبسلة، وزمامها ألف ومائة وثلاثون فدانا وكسر، وأهلها تسعمائة وخمس وثمانون نفسا.
[(الصالحية)]
يوجد من هذا الاسم ثلاث قرى:
الأولى: الصالحية قرية من مديرية الجيزة بقسم أطفيح على الشط الشرقى لترعة الملاح قبلى ناحية (الكداية) بنحو ألف متر، وبحرى ناحية أطفيح بنحو ثلاثة آلاف وخمسين مترا، وبها جامع بمنارة، وجملة من النخيل، وقليل من السواقى.