والغالب أن شنشا هى المذكورة فى بعض كتب القبط باسم (بسنشيهو) ويظهر مما تقدم أن خليج شنشا الخارج من النيل تحت (منية بدر) ببعد قليل لم يكن له الاتجاه الذى جعله له دنويل، والظن أنه لا يصب فى بحيرة تنيس لأنه لو كان كذلك لما كان مريد التوجه إلى تنيس يفارق هذا الفرع ويسير فى البر إلى فرع آخر يوصله إليها، ومن هذا يظهر أن الخليج المار بصنفاص إما أنه خليج حفره الآدميون أو أنه بعد أن يصل إلى هذا الموضع يتغير اتجاهه ويذهب فيصب فى خليج مويس.
وأما مدينة طناح فلم تكن على هذا الفرع أصلا لأنها لو كانت كذلك لكانت ضرورة فى الشرق لا فى الغرب، وأيضا فإن محل مدينة أشمون طناح معلوم مشهور، وما نسبت إلى طناح إلا لقربها منها، ولو كانت إحداهما على بحر مويس، والأخرى على خليج أشمون لكان البعد بينهما كبيرا جدا، وفى دفاتر التعداد أن طناح وأشمون طناح، كلتاهما من مديرية الدقهلية والمرتاحية، فليست أشمون طناح على بحر مويس الذى هو فرع تانيس.
وقد ذكر الادريسى فيما مر أن تحت مدينة طناح على بعد عشرة أميال محلا اسمه شموس، ولا شك أن هذا الاسم محرف عن أشمون، ومن هذا يفهم سبب تسمية مؤرخى العرب هذه المدينة التى لم يكن بينها وبين طناح غير عشرة أميال، باسم أشمون طناح، ويوافق هذا ما ذكره الإدريسى من أن طناح وشموس على فرع النيل الخارج من طلخا، وهو بلا شك عين خليج أشمون طناح الخارج من النيل عند طلخا، وفمه على ما قاله أبو الفداء عند ناحية (جوجر)، وقال ابن إياس أن مدينة المنصورة واقعة على فم خليج أشمون فى مقابلة طلخا، فعلم من جميع ما تقدم أن الخليج الذى كانت عليه مدينة طناح، وسماه الإدريسى خليج تنيس، هو خليج أشمون طناح، وهو الفرع المسمى (المنديزى)، فإن قيل: لم لم يتكلم الإدريسى على فرع مويس مع أنه