بيت أسس على التقوى بدعائم المجد الأثيل، وشرف سما هامة الثريا، فليس يحتاج فضله إلى إقامة دليل، الفخار شعاره، والوقار دثاره، فهو الغنى عن الإطراء، والإسهاب فى الثناء، كيف لا وهو البيت المشيد البناء، والشجرة المباركة التى أصلها ثابت وفرعها فى السماء، قد أجاب الحق ﷾ فى تلك السلالة الشريفة دعاء جدها الصديق بقوله:
«وأصلح لى فى ذريتى»، فليس فى أغلب المعمورة الإسلامية من جميع الأنحاء مكان إلا وقد طلعوا فيه بدورا منيرة، وأينعوا به رياضا زاهية نضيرة، مناهلها غزيرة، لا تنفك منها أعين المجد قريرة، حتى ذكر سيدى أبو الحسن البكرى فى تفسيره أن جماعة من الأولياء وأكابر العلماء كانوا من البكرية، المتصلين بهذا النسب الشريف، لكنهم من بيت آخر، وإن كانت الشجرة المباركة تجمعهم إلى الغاية القصوى، وهى نسب سيدنا أبو بكر الصديق ﵁-كالشيخ فخر الدين الرازى صاحب التفسير، والشيخين الكبيرين عبد الرحمن بن الجوزى، وعبد الرحمن البسطامى، ومجد الدين صاحب القاموس، والشيخ شمس الدين محمد الحنفى. (اه ملخصا)، وكالإمام ابن الوردى، بدليل قوله فى لاميته:
غير أنى أحمد الله على … نسبى إذ بأبى بكر اتصل
وابن علان شارح الأذكار، والسيد مصطفى صاحب ورد سحر، وكثير سواهم.
غير أن الديار المصرية من بين سائر الأقطار الإسلامية هى التى صارت مطلع شموسهم، ومجلى نفائس أنوار نفوسهم، وروضة غراسهم، ومشكاة نبراسهم، وموطن أعيانهم، ومحط رحالهم، وموضع مناصبهم العلية، وخططهم السنية، وذلك من نعم الله تعالى على