وفى كتاب دائرة المعارف أن ابن سينا: هو أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا البخارى المشهور بالشيخ الرئيس، كان من أشهر الحكماء والأطباء العرب، فهو بقراط الطب وأرسطو الحكمة عند العرب والفرنج، وقد جمع فى فسيح صدره كتابات أرسطو، وأودع فى خزانة معارفه حكمه وقواعده، وقد نقل الفرنج عنه أكثر ما عندهم من كتابات جالينوس وبقراط ونشروا أشهر تأليفه فى اللغة العربية، وترجموا أكثرها فى لغاتهم وافتخر به الشرق ومدحه الغرب.
كان أبوه من أهل بلخ وانتقل إلى بخارى وبها ولد المترجم وأخوه، وتنقل المترجم بعد ذلك فى البلاد، ولما بلغ عشر سنين اتقن علم القرآن والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهند والجبر والمقابلة، ثم توجه نحوهم الحكيم أبو عبد الله النائلى فأنزله أبوه عنده، فابتدأ الرئيس ابن سينا يقرأ عليه كتاب إيساغوجى وأحكم عليه علم المنطق، ولما انصرف النائلى من عنده اشتغل هو بتحصيل العلوم والطبيعيات والإلهيات وغير ذلك، ثم رغب فى علم الطب وتأمل الكتب المصنفة فيه، وعالج من احتاج لا على طريق الاكتساب بل تأدبا وممارسة، حتى فاق الأوائل والأواخر فى أقل مدة، فكان فضلاء هذا الفن يختلفون إليه ويقرؤون عليه وكان عمره إذ ذاك نحو ست عشرة سنة، وفى مدة اشتغاله لم يتم ليلة بكمالها، وإذا أشكلت عليه مسئلة توضأ وقصد المسجد وصلى ودعا الله أن يسهلها عليه.