للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[جامع العسكر]

قال المقريزى: هذا الجامع بظاهر مصر حيث الفضاء الذى هو اليوم فيما بين جامع أحمد بن طولون وكوم الجارح، وكان/إلى جانب الشرطة والدار التى يسكنها أمراء مصر وكان يجمع فيه الجمعة، وفيه منبر ومقصورة وهو من بناء الفضل بن صالح ابن على بن عبد الله بن عباس فى ولايته إمارة مصر فى سنة تسع وستين ومائة من قبل المهدى محمد بن أبى جعفر المنصور على الصلات والخراج.

ولما ولى عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب على صلات مصر وخراجها من قبل الخليفة المأمون سنة إحدى عشرة ومائتين زاد فى عمارته، ولم يزل هذا الجامع عامرا إلى ما بعد الخمسمائة من الهجرة.

قال ابن المأمون فى تاريخه من حوادث سنة سبع عشرة وخمسمائة: كان يطلق فى الليالى الأربع الوقود وهى مستهل رجب ونصفه ومستهل شعبان ونصفه برسم الجوامع الستة: الأزهر والأنور والأقمر بالقاهرة، والطولونى والعتيق بمصر، وجامع القرافة، والمشاهد التى تتضمن الأعضاء الشريفة، وبعض المساجد التى يكون لأربابها وجاهة جملة كثيرة من الزيت الطيب، ويختص بجامع راشدة وجامع ساحل الغلة بمصر وجامع المقس يسير، ويعنى بجامع ساحل الغلة جامع العسكر فإن العسكر حينئذ كان قد خرب وحملت أنقاضه وصار الجامع بساحل مصر وهو الساحل القديم، انتهى باختصار.

[جامع العشماوى]

هو فى الأزبكية بشارع العشماوى. كان زاوية صغيرة يقيم بها الشيخ درويش العشماوى ولما مات دفن بها، فهدمها المرحوم عباس باشا ابن عم الخديو إسماعيل واشترى عقارا بجوراها وبناها هذا المسجد فى سنة سبع وستين ومائتين وألف هجرية، وجعل به أربعة أعمدة من الرخام وأقام شعائره إلى الغاية، ووقف عليه أوقافا دارة ورتب له نقودا كل شهر، وعلى محرابه لوح رخام منقوش فيه آيات من القرآن، وعلى وجه الباب لوحان منقوش فى كل منهما أبيات تركية وتاريخ الإنشاء وبه شبابيك بأعلاها قطع من القيشانى، وجعل على ضريح الشيخ درويش مقصورة جليلة من الخشب، وبنى عليه قبة على بابها فى لوح رخام: ﴿(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١)، وهو تحت نظر الشيخ حسن سليمان ولم يزل إلى الآن عامرا بالآذان والجماعات والجمعة ويعمل به حضرة كل ليلة جمعة ومولد كل عام.


(١) سورة يونس: ٦٢.