للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأجوده الحديث البالغ الضارب إلى الصفرة، ومتى جاوز سنتين فسد، وهو حار رطب فى الأولى، يخصب البدن ويلينه ويفتح/السدود، ويصلح الصوت ويزيل الخشونة والسواد والاحتراق، ومتى سحق بمثله من كل من السكر والخشخاش، وعشرة من البنج الأبيض، ونصفه من اللوز، واستعمل من المجموع أوقية كل يوم، سمن البدن تسمينا لا يفعله غيره، ويصلح شحم الكلى، ويغذى جيدا، وهو يحلل الأورام، ويزيل الآثار السود والوشم الأخضر، ونهش الأفعى أكلا وضمادا، وإن غسل به البدن نعمه وأزال الدرن، وطوّل الشعر وسوّده، وكذا أوراقه، وماؤه يدر الحيض ويسقط الأجنة خصوصا مع الحمص الأسود، وهو ثقيل عسر الهضم، يرخى الأعضاء ويورث الصداع، ويصلحه العسل، وأن يقلى، وقدر ما يستعمل منه خمسة دراهم ويسمى بالحبشية الجلجلان. (ا. هـ).

[[مطلب منافع الأرز]]

وفى التذكرة أيضا (١): الأرز، بضم الهمزة فالراء المهملة فالمعجمة، وفى اليونانية بواو بعد الهمزة ومثناة تحتية بعد المهملة، وباقى الألسنة بحذف الهمزة.

وهو عند الهند نبت معروف أشبه شئ بالشعير لا غنية له عن الماء حتى يحصد.

وأجوده الأبيض فالأصفر، وأردؤه الأسود، والنابت بالروم المرعشى أجود من المصرى، والهندى أرفع الجميع، وأردؤه ما بزرع حول دمشق ثم السويدية من ديارنا، ويدرك فى تشرين-أعنى بابه وأكتوبر-وقد يدرك بتوت، وكلما عتق فسد، وهو يابس فى الثانية إجماعا بارد فى الأولى، وقيل فى الثانية، وقيل حار فى الأولى، وقيل معتدل يعقل البطن ويلطف بلبن الماعز، ويذهب الزحير والمغص بالشحم والدهن، والعطش والغثيان باللبن الحامض والاسهال بالسماق، والهزال بالسكر والحليب، ويجود الأحلام والأخلاط والألوان.

والهند ترى أنه يطوّل العمر. والإكثار منه يصلح الأبدان، ولكنه يولد القولنج، ويعقل بإفراط خصوصا الأحمر، ومع الخل يوقع فى الأمراض الرديئة، ويصلحه نقعه فى ماء النخالة وأكله بالحلو، ويقوم مقامه الشعير مع اللبن الرائب وهو بدله


(١) تذكرة داود، المرجع السابق، ج ١، ص ٣٧.