ومع هذا فقد شوهد استعمالهم المسلات أمام العمارات الشهيرة؛ كما حصل أمام مقبرة قيصر الروم (سيزار) وأمام معبد (إزيس سيرابيس).
والمسلتان الموجودتان أمام هذا المعبد، اللتان ليستا متساويتين فى الارتفاع، إحداهما:
عملت زمن (سيزوستريس). والأخرى: زمن (ابريس) ونقوشهما تدل على ذلك.
ومن هنا ظهر أن الذين وضعوا المسلات المذكورة، حفظوا لها الكيفية التى كانت عند المصريين من دون أن يعلم الرومانيون الغرض من ذلك، ولذا تراهم استعملوا المسلات للزينة. وبابات روما تبعت القياصرة، وصارت تزين المدينة بالمسلات أيضا، من غير وقوف على الغرض منها.
ومسلات إسكندرية غريبة من أرضها، أتت إليها من الجهات القبلية، فكما نقلت لباريس وروما فى الأزمان الأخيرة، كذلك نقلت إلى إسكندرية فى الأزمان السابقة، أى زمن زهوها وزينتها؛ لتزيين معابدها وميادينها.
[مطلب الكتابة التى بالمسلات]
وقد اختلف كثير فى الكتابة التى على المسلات، فقال بعضهم: أنها القوانين الطبية، وقال آخرون: قواعد فلسفة المصريين، والقوانين المدبر بها هذا العالم.
وهذا الاختلاف إنما هو بالنسبة للأزمان السابقة، وأما/الآن فلا يعوّل إلا على ما يقرأ ويفهم منها، بناء على المعلومات التى اكتسبها أهل عصرنا من معرفة اللسان القديم، وبواسطتها لم يوجد مسطرا على صفحاتها إلا ما فيه مدح فرعون وقتها، وحروبه، ونصره ولقبه، وما أشبه ذلك.
ووجد مكتوبا على المسلتين اسمان من أسماء الفراعنة وهما:(طوطموزيس)(١) و (سيزوستريس) أو رمسيس الأكبر، والأول: فى الصف الأوسط، والآخر: فى الصفين المتطرفين، ولا بعد فى وجودهما معا، أو أن أحدهما هو المنشئ لهما، والآخر أتى بعده ووضع اسمه عليهما.