وسبب قتله أنه لما جلس السلطان سليمان على تخت الملك بعد والده السلطان سليم طمع فى الوزارة العظمى، فصرف عنها إلى ولاية مصر فى شهر صفر سنة ثلاثين وتسعمائة، وتقصده إبراهيم باشا الوزير، ورماه بما يوجب قتله، وأرسل لأمراء مصر أن يقتلوه فى محله بالأمر الشريف، فوقعت الأوامر فى يد أحمد باشا قبل أن تصل إلى الأمراء، فأبدى الطغيان وعصى بقلعة الجبل، وادعى السلطنة، وضرب السكة باسمه، ثم دخل الحمام يوما، فسمع به الأمراء فكبسوا عليه الحمام، وكان قد حلق نصف رأسه، وأعجل النصف الثانى هجوم العسكر، فهرب إلى سطح الحمام وتسلق من مكان إلى مكان، وخلص، فاقتفوا أثره، حتى أدركوه بهذه القرية فقتلوه وحزوا رأسه، وجئ بها إلى مصر، وعلّقت فى باب زويلة، ثم جهزت إلى الأعتاب السلطانية، وكانت مدته نحو السنة، انتهى باختصار/من قلائد العقيان.
[(ترجمة الشيخ محمد بن موسى الجناجى)]
وإليها ينسب العلامة المحقق الشيخ محمد بن موسى الجناجى، ويحتمل أنه منسوب إلى قرية جناج المارة فى حرف الجيم.
قال الجبرتى: كان يعرف بالشافعى، وهو مالكى المذهب، تلقى عن مشايخ عصره، ولازم الشيخ الصعيدى، وصار مقرئه ومعيدا لدرسه، وأخذ عن الشيخ خليل المغربى، والسيد البليدى، والشيخ يوسف الحفنى، والملوى.
وتمهر فى المعقول والمنقول، ودرس الكتب الدقيقة مثل المغنى لابن هشام، والأشمونى والفاكهى، وأخذ علم الصرف عن بعض علماء الأروام، وعلم الحساب والجبر والمقابلة، وشباك ابن الهائم عن الشيخ حسين المحلاوى، وألف فيها رسائل.