وفى جنائزهم يشيعون الجنازة ثم يرجعون إلى بيوتهم فيصنعون طعاما يهدونه لأهل الميت، ويبيتون معهم سبع ليال أو أكثر، الرجال مع الرجال والنساء مع النساء، وأكثر ذلك جار فى كثير من الجهات.
[(ساقية أبى شعرة)]
قرية من قسم سبك بمديرية المنوفية واقعة على الشاطئ الغربى للبحر الشرقى فى جنوب بير شمس بنحو ساعة ونصف، وفى شمال كفر الحمى على نحو ربع ساعة، وبها (جامع سيدى على الفرماوى) وهو مدفون به، وله مولد سنوى فى شهر بؤونة تجتمع فيه الزوار ويقيمون ثلاثة أيام، وبها معمل دجاج وأسواق على البحر الأعظم، ورى أطيانها من رياح المنوفية والبحر الأعظم.
[ترجمة أبى السعود الشعرانى]
وفى «خلاصة الأثر» أن منها أبا السعود عبد الرحيم بن عبد المحسن بن عبد الرحمن بن على المصرى قاضى القضاة الشعرانى، أحد أفراد الدهر فى المعارف الإلهية، وكان فى هذا العصر الأخير من محاسنه الباهرة جمع بين العلم والعمل، وكان لأهل الروم فيه اعتقاد عظيم، وهو من بيت الولاية والصلاح، وعم والده العارف الكبير عبد الوهاب صاحب العهود والطبقات والميزان وغيرها، وفضله أشهر من أن يذكر، انظر ترجمته فى الكلام على قلقشنده.
ولد المترجم بمصر ودخل الروم مع والده وهو صغير، وذكر الشيخ إبراهيم الخيارى المدنى فى رحلته عند ترجمته له أنه أخذ عن الشمس الرملى والنور الزيادى وأطبق أهل عصره على ديانته وعفته، وكان له فى الأدب والفنون يد طولى وله شعر، منه قوله:
أقول للقلب لا تجزع لفائتة … إن الزمان مطيع أمر من أمره
قد يسكن الدار حقا غير ساكنها … ويسكن البيت حقا غير من عمره
وقوله:
اصبر فإن الصبر مفتاح الصعاب … واشكر فإن الشكر مدرار السحاب
واعلم بأن الله يولى عبده … أنواع لطف وهو لا يدرى الصواب