للسبيل وزيت للتوسعة وأضحية فى العيد الكبير بقدر الكفاية. ويصرف ما يحتاج إليه فى تجهيز أموات المسلمين من كفن وحنوط ومغسلين وحمالين وقابرين ونحو ذلك، انتهى.
والآن جرى تجديد العمارة التى تكتنف الجامع من طرف ديوان الأوقاف.
[جامع المؤيد]
قال المقريزى: هذا الجامع بجوار باب زويلة من داخله كان موضعه خزانة شمائل حيث يسجن أرباب الجرائم وقيسارية سنقر الأشقر ودرب الصفيرة وقيسارية بهاء الدين أرسلان. أنشأه السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى الظاهرى.
وكان السبب فى اختيار هذا المكان دون غيره أن السلطان حبس فى خزانة شمائل هذه أيام تغلب الأمير منطاش وقبضه على المماليك الظاهرية فقاسى فى ليلة من البق والبراغيث شدائد؛ فنذر لله تعالى: إن تيسر له ملك مصر أن يجعل هذه البقعة مسجدا لله ﷿ ومدرسة لأهل العلم. فاختار لذلك هذه البقعة وفاء لنذره.
وفى رابع جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وثمانمائة كان ابتداء حفر الأساس.
وفى خامس صفر سنة تسع عشرة وقع الشروع فى البناء واستقر فيه بضع وثلاثون بناء ومائة فاعل، ووفيت لهم ولمباشريهم أجورهم من غير أن يكلف أحد فى العمل فوق طاقته ولا سخر فيه أحد بالقهر. فاستمر العمل إلى يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول فأشهد عليه السلطان أنه وقف هذا المسجد لله تعالى، ووقف عليه عدة مواضع بديار مصر وبلاد الشام وتردد ركوب السلطان إلى هذه العمارة عدة مرار، وفى شعبان طلبت عمد الرخام وألواح الرخام لهذا الجامع فأخذت من الدور والمساجد وغيرها.
وفى يوم الخميس سابع عشر شوال نقل باب مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاوون والتنور النحاس المكفت إلى هذه العمارة وقد اشتراهما السلطان بخمسمائة دينار، وهذا الباب هو الذى عمل لهذا الجامع وهذا التنور هو التنور المعلق تجاه المحراب.
وانعقدت جملة ما صرف فى هذه العمارة إلى سلخ ذى الحجة سنة تسع عشرة على أربعين ألف دينار، ثم نزل السلطان فى عشرى المحرم إلى هذه العمارة ودخل خزانة الكتب التى عملت هناك، وقد حمل إليها كتبا كثيرة فى أنواع العلوم كانت بقلعة الجبل، وقدم له ناصر الدين محمد البارزى كاتب السر خمسمائة مجلد قيمتها ألف دينار