وفى شرقيها على قارة فى سفح الجبل مقام لسيدى أويس القرنى صاحب الكرامات الكثيرة والمناقب الشهيرة، ومساكن خدمته بجواره من الجهة الجنوبية.
والصحيح أن قبره ﵁ ليس فى هذه الجهة ولا فى غيرها من بلاد مصر، ففى رحلة ابن بطوطة (١)، أن قبره فى مقبرة دمشق، بين باب الجابية والصغير، وقيل، أنه ببرية لا عمار فيها بين المدينة والشام. وقيل، قتل بصفين مع علىّ ﵄ انتهى.
وفى كتاب أسد الغابة فى معرفة الصحابة لعز الدين بن الأثير:
أنه أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادى ثم القرنى الزاهد المشهور وهكذا نسبه ابن الكلبى، أدرك النبى ﷺ ولم يره، وسكن الكوفة وهو من كبار تابعيها. روى أبو نضرة عن أسير بن جابر قال: كان محدث بتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه فأحببته، ثم فقدته، فقلت لأصحابى: هل تعرفنون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا، فقال رجل من القوم: نعم أنا ذاك أويس القرنى، قلت: أو تعرف منزله؟ قال: نعم. فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلىّ فقلت: يا أخى ما حبسك؟ قال: العرى.
قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه، قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه.
قال: لا تفعل فإنهم يؤذونى. قال: فلم أزل حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا من ترى خدع عن برده هذا فجاء فوضعه. وقال: قد ترى. فأتيت المجلس فقلت ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه. الرجل يعرى مرة ويكسى مرة وأخذتهم بلسانى، فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب، ﵁، فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس،