بها صغيرا ثم انتقل إلى مقام سيدى أحمد البدوى، وأنشأ فيه مجلس الصلاة على رسول الله ﷺ وهو شاب أمرد، فاجتمع فى ذلك المجلس خلق كثير، وكانوا يجلسون فيه من بعد صلاة المغرب ليلة الجمعة إلى أن يسلم على المنارة لصلاة الجمعة، ثم خرج يشيع جماعة مسافرين إلى مصر فى بحر الفيض فخرجت المركب به من غير قصد منه، فلم يقدر أحد على رجوعها إلى البر، فقال: توكلنا على الله. فجاء إلى مصر فأقام بها أولا فى تربة السلطان برقوق بالصحراء، وأنشأ بالجامع الأزهر مجلس الصلاة على رسول الله ﷺ فى عام سبع وتسعين وثمانمائة، وكان يقوم من التربة كل ليلة جمعة إلى الأزهر ويرجع، فلما عمر السلطان طومان باى العادل تربته نقله إليها وأعطاه وظيفة المزملاه بها، فكان يسقى الناس طول النهار، فأقام بها سنين عديدة، ثم دخل إلى مصر وتزوج بها وله من العمر تسعون سنة ولم يتزوج قبلها، ثم انتقل إلى مدرسة السيوفية فأقام بها إلى أن توفى سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ودفن بالقبة المجاورة لباب المدرسة القادرية بخط بين السورين وقبره بها ظاهر يزار، قال لى: من حين كنت صغيرا أرعى البهائم فى شونى وأنا أحب الصلاة على رسول الله ﷺ، وكان ﵁ حسن العشرة جميل الخلق، كريم النفس، حسن السمت، كثير التبسم، صافى القلب، ومناقبه ﵁ كثيرة، وإن شاء الله نفردها بالتأليف إن كان فى الأجل فسحة، انتهى.
[(شيبين القناطر)]
قرية من مديرية القليوبية على الشاطئ الشرقى للفرع الشيبينى، وفى الشمال الشرقى فى لطحانوب بنحو أربعة آلاف متر، وفى الشمال الغربى لزفيتة مشتول كذلك. وهى رأس مركز، وبها محطة السكة الحديد، سميت بذلك لأن ترعة الشرقاوية تتفرع عندها فرعين، على كل منهما قنطرة لتوزيع المياه على حسب الاقتضاء، أحدهما على الفرع المسمى بالخليلى المتجه نحو