للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله ست منارات يؤذن عليها فى الأوقات الخمس وفى الأسحار، وتوقد فى ليالى رمضان والمواسم، وسبع مزاول فى صحنه: أربع لمعرفة وقت الظهر، وثلاث للعصر، وجملة ما فيه من الأروقة نحو اثنين وعشرين رواقا، وحارات جمة لطوائف الخلق المجاورين، كل طائفة مختصة بجهة معلومة.

ومن المدارس الملحقة به المدرسة الطيبرسية نسبة لمنشئها الأمير علاء الدين طيبرس الخازندار نقيب الجيوش، وقرر بها درسا للفقهاء الشافعية، وأنشأ بجوارها ميضأة، وحوض ماء سبيل ترده الدواب. ولما مات فى سنة تسع عشرة وسبعمائة دفن بها. وهى عامرة إلى اليوم بدرس العلم ومطالعته على الدوام، وأما ميضأتها ومراحيضها التى بداخل الباب المجاور لها فغير عامرة الآن.

[ترجمة الشيخ الخضرى]

وكان يقرأ بهذه المدرسة شمس الملة والدين خاتمة المحققين الشيخ محمد الخضرى الدمياطى - من أكابر علماء السادة الشافعية - الكتب المطولة من المعقول والمنقول، وأخذ عنه الجم الغفير، وواظب على الإفادة والتدريس إلى أن انتقل إلى دار الكرامة فى يوم الثلاثاء بعد الظهر ثالث صفر سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، وصلى عليه بالجامع بمشهد حافل، ودفن قبيل المغرب من ذلك اليوم بقرافة باب النصر. أسبغ الله عليه سحائب الرحمة والرضوان.

والمدرسة الآقبغاوية، وهى تجاه المدرسة الطيبرسية أنشأها الأمير آقبغا عبد الواحد المالكى الناصرى. بقيت عامرة إلى أن هدمها ديوان الأوقاف، وشرع فى عمارتها من جهته، ولم تكمل إلى اليوم.

والمدرسة الجوهرية، وهى تجاه زاوية العميان بالقرب منها، وليس بها عمد، وبها قبلة صغيرة، وبأعلاها خلوتان، وفيها خزائن ودواليب لبعض المجاورين.

[ترجمة جوهر القنقبائى]

أنشأها جوهر القنقبائى (نسبة لقنقباى) الجركسى الطواشى الحبشى الخازندار الزمام بالباب السلطانى، وكان بناؤه لها فى أواخر عمره، ولما قرب فراغها مات، فدفن بها، وذلك فى ليلة الاثنين مستهل شعبان سنة أربع وأربعين وثمانمائة - آخر يوم من كيهك - وقد جاوز السبعين.

وهى عامرة بعمارة الجامع الأزهر بدرس العلوم ومطالعته، ويجلس بها بعض المؤدبين لتعليم الأطفال.