للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مطلب أول التلقيب بالإضافة إلى الدين]

قال السيوطى فى كتاب الوسائل إلى معرفة الأوائل أن أول حدوث التلقيب بالإضافة إلى الدين كان فى أثناء القرن الرابع وسبب ذلك أن الترك لما تغلبوا على الخلافة كانوا يسمون بشمس الدولة وناصر الدولة ونجم الدولة، فاشتاقت نفوس بعض العوام إلى التسمية بتلك الأسماء لما فيها من التعظيم والفخر، فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا لعدم دخولهم فى الدولة فرجعوا إلى الدين ثم فشا ذلك وزاد حتى أنس به بعض العلماء فتواطؤوا عليه.

وفى تاريخ الصفدى أن عبد الملك أول وزير لقب بألقاب كثيرة بالدولة وبالدين وكان يلقب بشرف الدين مات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، وقد أورد فى الطالع السعيد جماعة من أكابرها منهم ثعلب بن أحمد (١) بن جعفر بن يونس علم الملك الأدفوى، كان رئيسا بها وحاكما وكان الملك الكامل يكاتبه توفى فى حدود أربعين وستمائة ببلده.

ومنهم الإمام الفاضل محمد بن على بن عبد الوهاب بن يوسف الأدفوى المنعوت ببدر الدين، اشتغل بالعلوم كلها وبنى بأدفو رباطا، ووقف عليه أوقافا، وكان ناظما ناثرا له يد فى الحساب والخط، جامعا بين كثرة الحفظ وقوة الفهم، باذلا جهده فى منافع أصحابه والسعى فى مصالحهم، واشتغل بالتصوف وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وستمائة فى شهر المحرم انتهى ولم يذكر وفاته.

ومنهم العلامة محمد (٢) بن حسين بن ثعلب خطيب أدفو كان له معرفة بالطب وله


(١) فى الأصل حمد والمنبت عن الطالع/١٧٦
(٢) انظر ترجمته والشعر كاملا فى الطالع السعيد/٥١٥ - ٥١٧ ط الدار المصرية للتأليف والترجمة سنة ١٩٦٦ م.