بشاى، وهذان الديران فى الجهة اليسرى، وهما متقاربان، ويتكون من القصر مع دير البرموس ودير الشوام، مثلث أن اعتبرت قاعدته الخط الذى بين القصر ودير البرموس، وطوله سبعة آلاف ومائتان وواحد وثلاثون مترا وثلاثة أرباع متر، كان البعد بين القصر ودير الشوام سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثين مترا وثلثى متر، وبين دير الشوام ودير البرموس تسعة آلاف ومائتان وثمانية وخمسون مترا وربع متر، والطريق التى بين الديور رمال متعبة، وفى بعضها الجبس، وفى بعضها الحجر الجيرى، وبين دير البرموس ودير الشوام يوجد طباشير جيدة، واتجاه وادى النطرون يجعل بينه وبين الخط الجانبى المغناطيسى إلى جهة الغرب/أربعة وأربعين درجة.
[مطلب بحائر وادى النطرون]
وعدد بحائر وادى النطرون ستة فى اتجاه واحد، منها ثلاثة فى شمال القصر، وثلاثة فى جنوبه، وطولها يمتد نحو فرسخين، وعرضها يختلف من ستمائة متر إلى ثمانمائة، ويفصل بينها رمال.
والبركتان اللتان فى الجهة القبلية يعرفان باسم برك الديورة وإذا حفر فى الجروف التى تلى النيل من تلك البرك، ينبع ماء عذب، وفى الثلاثة الأشهر التى تعقب المنقلب الصيفى، تنشع الأرض، ويظهر ماؤها على وجهها إلى شهر ديسمبر الإفرنجى، ثم يأخذ فى النقص حتى يجف بعض البرك بالكلية، والأرض العالية التى لا تنشع ينبت فيها كثير من السمار الذى تعمل منه الحصر، التى تباع لعموم الناس، وتفرش فى نحو المساجد، وهو غير السمار المغراوى، فإن هذا يجلب من أماكن بعيدة عن وادى بحر بلاما بثلاثة أيام، تسير إليه العرب فى أرض معطشة خالية من الماء ويشتريه أهل منوف، ويعملون منه الحصر الجيدة التى يهادى بها الأكابر، ولا يشتريها إلا الأعيان والأغنياء، واتساع الأرض النابع منها الماء نحو ثمانية وتسعين مترا، ويتكون فى حافة الماء طبقة من النطرون عرضها واحد وثلاثون مترا، ومن تلك البرك ما