الشافعى، وجعل إمام الصلوات بها المقرئ الفاضل زين الدين أبا بكر بن الشهاب أحمد النحوى، وكان الناس يرحلون إليه فى شهر رمضان لسماع قراءته فى صلاة التراويح لحسن صوته وطيب نغمته وحسن أدائه ومعرفته بالقراءات السبع والعشر والشواذ، ولم يزل ابن البقرى على حال السيادة والكرامة إلى أن مرض مرض موته، فأبعد عنه من يلوذ به من النصارى، وأحضر الكمال الدميرى وغيره من أهل الخير فما زالوا عنده حتى مات وهو يشهد شهادة الإسلام فى سنة ست وسبعين وسبعمائة ودفن بمدرسته هذه وقبره بها تحت قبة فى غاية الحسن. انتهى من خطط المقريزى.
[(دار الرماد)]
قرية صغيرة من قسم مدينة الفيوم بحرى سراى الفيوم بنحو ثلث ساعة وبها نخيل قليل، وأغلب أطيانها مشحونة بالتين البرشومى، وينسب إليها فيقال التين الرمادى، وهو من أحسن أنواع التين كل ثلاثة منه تزن رطلا، وبها الورد أيضا بكثرة، وللمتحصل منه كل سنة تجار من أهل المدينة يشترونه ويستخرجون منه ماء الورد بالتقطير فيكون أجود من غيره.
وهناك فى بلاد الفيوم عدة قرى مشهورة بزرع الورد، منها دار الرماد هذه، وناحية المصلوب، وناحية الأعلام، ومنشأة عبد الله، وزاوية الكرادسة والسيلين، والسنباط، وناحية تلات ومدينة الفيوم نفسها، وأما غير هذه البلاد فيوجد فيها الورد قليلا، وفى القاموس: الورد من كل شجرة نورها وغلب على الحوجم، انتهى.
وفى تذكرة داود: هو نور كل نبت وإذا أطلق فكل ذى رائحة عطرية أو قيد بالصينى، فشجرة موسى الذى خوطب منها على ما قيل، وعليق المقدس وهو النسرين أو بالحمار فالخطمى، وقال الشريف الفاوانيا، أو زهر لا يعدو أربع ورقات ينفع النفساء والصرع، والذى يعرف الآن ولا يذهب الفهم إلى غيره من هذا الاسم هو النوع الغنى بشهرته، وهو أحمر يسمى الحوجم، وأبيض يسمى الجورى والوتيرة، وأصفر يسمى القحابى.
وقيل منه أخضر ولم نره وكله يسمى الجل، وهو يقارب الكرم فى مد أغصانه، لكن ورقه أصفر وأخشن كثير الشوك يغرس بتشرين الأوّل وكانون الثانى ويزهر فى السنة الثالثة وأشده رائحة القليل السقى، ثم الأحمر وهو بارد فى الثانية يابس فى