اللاّم، ولما دخل التمدن والترفه بلاد مصر لبسوا القفاطين، والجبب الجوخ على هيئة أهل القاهرة، إلا أنهم يلبسون فوقها ثياب القطن والصوف الرفيع المصبوغ بالنيلة، ويلبسون فى أرجلهم اليوم الشرابات، والخفاف فى النادر. بل ذلك للأكابر منهم والحكام. ومعتاد نساء أغنيائهم ملاآت الحرير، وثيابه الواسعة الأكمام كثياب القطن، والطرابيش التى قد تكون مرصعة بالذهب أو الفضة، ويتحلين بالأقراط والخلاخل، وشيء يسمى باللازم، وهو محموديات من الذهب، أو نحوها تثقب وتنظم فى سلك وتوضع فى العنق، والأساور من الفضة، وقد تكون من الذهب، وقد تكون من العاج، وهو سن الفيل.
وأما الفقراء رجالا أو نساء، فيلبسون الصوف والقطن الغليظ، بالتفصيل الواسع البداوى، ويلبس الرجل قلنسوة من صوف والمرأة برنسا من قماش، تزينه بالودع المرصع فوقه، وإذا مات لهم ميت خرج أقاربه من النساء، فيطفن البلد بالصراخ؛ للإعلام به. ويتسخمن بالطين أو النيلة، ومعهن نائحة تضرب بالطار، وتندب الميت، ويرددن عليها. وإذا كان الميت من الأكابر، دفنوا معه إبريقا/وطشتا وشبكا بتركيبة كهرمان، وكيس دخان، وعدة قهوة كاملة ٧ وأحسن ملابسه، ويتلقون كل ما كان يستعمله، ويسخم فرسه بالطين، وتمشى خلف جنازته. وهذه عوائد كثير من البلاد، كما علمت.
[(نزة)]
بنون مفتوحة فزاى معجمة مشددة، فهاء تأنيث من هذا الاسم موضعان، أحدهما خطة فى جنوب طهطها الغربى؛ تشتمل على عدة قرى وكفور، أكبرها نزه الحاجر فى حاجر الجبل الغربى، فوق شط السوهاجية، فى شمال جهنية، بنحو ثلث ساعة. أبنيتها من اللبن الرملى، وفيها مضايف ومساجد، وفى جنوبها الشرقى نخيل، وفيها بيت مشيد لعطية محمود الدقيشى، وهو رجل ذو ثروة، له عملاء يتجرون بماله فى بلاد السودان وغيرها، فى سن الفيل وغيره،