وفى ابن إياس: أن منية غزال ضيعة بالشرقية نسب إليها نائب الشام جان بردى الغزالى؛ بسبب أن الأمير تغرى بردى الأستادار قرره شادّا فيها، ثم قرره الأشرف قايتباى فى كشف الشرقية وجعله جمدارا، ثم بقى أمير عشرة فى آخر دولة الناصر محمد بن قايتباى، ثم بقى محتسب القاهرة فى دولة السلطان الغورى، ثم قرره حاجبا بحلب، ثم نقله من حجوبية الحجاب الى نيابة صفد، وذلك فى سنة سبع عشرة وتسعمائة، ثم نقله إلى نيابة حماة.
ولما تسلطن على مصر الأشرف طومان باى استقر هو نائب الشام، فلما ملك السلطان سليم قرره فى نيابة الشام، وجعل له التحدث على الشام، وحماة، وحمص، وصيدا، وبيروت، وبيت المقدس، ورملة، والكرك، فاغتر وحدثته نفسه بالسلطنة، فتسلطن وتلقّب بالملك الأشرف، وقبلوا له الأرض، وخطب باسمه جمعتين بدمشق، فأرسل إليه السلطان سليمان عساكر عظيمة، ووقعت بينهما مقتاة مهولة، قتل فيها نحو عشرة آلاف إنسان، وكانت الهزيمة عليه فقبض عليه وقتل وحزت رأسه، وأرسلت إلى إسلامبول مع رؤس جماعة من أصحابه وذلك فى سنة سبع وعشرين وتسعمائة، وأصله من مماليك الأشرف قايتباى وكان عنده وهج وخفة زائدة، ليس له رأى ولا تأمل، انتهى.
[(منية غمر)]
بلدة شهيرة بمديرية الدقهلية، على شط بحر دمياط الشرقى فيها ثلاثة جوامع بمنارات، وجملة أضرحة لبعض الصالحين، وحمام وثلاثة وابورات لحلج القطن، ومجلس دعاوى، ومحكمة شرعية ووكائل، وسوق دائم بحوانيت، ومعاصر زيت. وأهلها مشهورون بتجارة الحبوب والقطن وثيابه، والحرير مثل القطنى، والشاهى والكريشة والعصائب، وينسج بها الكتان وغليظ القطن، وفيها صاغة لحلى الذهب والفضة.
ومن حوادثها أنها أحرقت فى يوم الثلاثاء خامس صفر سنة أربع وعشرين وتسعمائة، وذلك كما فى ابن إياس: أن عرب الشرقية قاموا على قدم العصيان