للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البوصيرى صاحب البردة:

بقبة قبر الشافعىّ سفينة … رست فى بناء محكم فوق جلمود

ومذ غاض طوفان العلوم بقبره استوى الفلك من ذاك الضريح على الجودى (١)

وفى رحلة النابلسى (٢) قال: خرجنا إلى زيارة الإمام الشافعى فدخلنا إلى قبته المبنية على قبره، فوجدناها قبة واحدة كبيرة متسعة جدا لا يرى مثلها فى البنيان ومتانة الجدران والارتفاع وفى داخلها محراب عظيم. وقبر الإمام الشافعى فى الجهة الشمالية وفيه شباك مطل على القبور فى القرافة وبجانب قبره قبر شيخه وقد رؤى فى المنام وهو يقول: زوروا شيخى فإنى ما أنا بشئ إلا به!.

كذا نقل هذا المناوى فى طبقاته ورأينا على قبة الإمام الشافعى من جهة الخارج سفينة مربوطة بالهلال يوضع فيها الحب للطيور وقد قلنا فى ذلك:

يا قبة للإمام الشافعى زهت … بها القرافة فى مصر لهيبته

لو لم يكن بها بحر العلوم لما … سفينة الحب كانت فوق قبته

انتهى

ومناقب الشافعى - رحمة الله - كثيرة قد صنف الأئمة فيها عدة مصنفات؛ فمن أفردها بالتأليف: داود الظاهرى والساجى وابن أبى حاتم والحاكم والقطان والأصفهانى والبيهقى والرازى وابن المقرى والدارقطنى والسرخسى والمقدسى وإمام الحرمين والزمخشرى والسبكى وابن حجر وغيرهم.

[ترجمة الامام الشافعى ]

وقد أخد الشيخ الصبان من ذلك زبدا فى رسالته إسعاف الراغبين؛ فقال الإمام الشافعى: هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشى المطلبى ابن عم المصطفى يجتمع مع المصطفى فى عبد مناف. وأمه فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وقيل: انها أزدية لقى شافع النبى


(١ و ٢)) وروى الشطر الأول من البيت الثانى: ومذ غاض طوفان العلوم بموته.
راجع (الحقيقة والمجاز للنابلسى ص ١٨٨ و ٢٧٩).