[الربع الثانى وهو أقصر الأرباع، منازله إحدى عشرة منزلة]
، وهو أكثر مياها من الذى قبله، وشجره كثير إلى الغاية، ساعاته خمس وتسعون وثلث من ساعة، جملتها بالدرج ألف وأربعمائة وثلاثون درجة، وبه دركان وبعض الثالث.
الأول: للرشيدات من بنى عطية، وأوله من/البويب، وهو البناء الذى على قنة الجبل باخر المناخ، وقد تقدم ذكره، وآخره المحل الذى يدعى عند العرب بكبيدة - تصغير كبدة - وهو بآخر مغارة شعيب، يسير الركب منها قليلا إلى أرض حصباء فى لون الحمرة إلى السواد، قال ورأيت فى الدفاتر القديمة أنه كان يحاذى هذا المحل شجرة سدر، فكانوا يحدون نهايته إلى السدرة.
والثانى: درك بنى عقبة، وأوله يحاذى آخر كبيدة، وأول المحل المعروف بطىّ الناشر، وهى أرض بيضاء فيحاء فى درك عرب المناصير الحسيسات من بنى عقبة - بالصاد المهملة المكسورة - ثم بعد المناصير درك الخرشة من بنى عقبة، ثم درك الخرشة الشواريق منهم، ثم درك العطيشات أيضا، ثم درك المسالمة منهم، ثم درك المناصير الرقيعات منهم، وهم آخر الدرك، وآخره تحت حدرة رامة.
فإذا نزل الركب من حدرة رامة كان فى أول درك بلى، ففى سنة خمس وخمسين سارت الشعارة من مناخ عقبة أيلة قبل الفجر بخمس وأربعين درجة، وتبعهم الركب بعد خمس درج من غير العادة والعادة قبل الفجر، فسار إلى قبل الظهر بخمس عشرة درجة لأول الركب، ودخل الصنجق قبله بعشرة إلى ظهر الحمار بعد أن مر على دوار حقل - بفتح الحاء - وهى قرية قرب أيلة كما فى:(القاموس). وبحقل فى آخره حدرتان ومضيق ملاصق لجانب البحر، وفى آخر حقل حفائر ماء عذب جفار سائغ يصعد إلى ظهر الحمار، وهما حدرتان: اليمنى أوسع من اليسرى، والعادة القديمة أن يتغدى الركب بآخر حقل لأجل التزود من الماء.