وسئل عن الولى فقال: هو من قال لا إله إلا الله وقام بشروطها، وشروطها أن يوالى الله ورسوله بأن يشهد لله بالوحدانية، ولمحمد ﷺ بالرسالة. وكان به عدة أمراض كل مرض منها يهد الجبال، منها البلغم الحار والبلغم البارد، واجتمع عنده الأطباء وقالوا: إن النصف الأعلى قد تحكم منه البلغم الحار، والنصف الأسفل قد تحكم منه البلغم البارد، فإن داوينا الأعلى غلب عليه الأسفل، وإن داوينا الأسفل غلب عليه الأعلى وأقام بذلك المرض سبع سنين ملازما فرشه إلى أن توفى سنة سبع وأربعين وثمانمائة. وكان مع هذا البلاء يتوضأ قبل دخول الوقت بخمس درج، ولا يصلى إلا مع جماعة، ومات على طرف حوشه والناس يمرون عليه فى الشوارع. انتهى باختصار.
وله حضرة كل يوم سبت يجتمع فى مسجده القراء والذاكرون والمنشدون وأهل الموسيقى، ويتناوبون بغرائب الألحان وبدائع الموشحات/ويسمون ذلك بالوعظيات، فينشدون من موشحات الوزراء وفرائد المنشئين وبدائع الشعراء مما فيه المديح النبوى مثل:
يا نسيم بلغ سلام المستهام المستقيم … للكريم طه إمام المرسلين العظيم
عن أليم وجدى به حدث وشوقى القديم … ليس لى من ملجأ سوى الحمى الأفضلى
الجلى وآله أولى الجناب العلى
ويستمر المجلس نحو الساعتين قبل الظهر بجوار المزار، ولأربابه مرتب من الخبز كل جمعة، ومن النقود كل شهر، ومن الكسوة كل سنة. وله مولد يعمل كل سنة من أول شهر شعبان إلى قرب آخره، ويصرف أهل الخط فيه أمولا كثيرة فى العزومات والوقدات ونحو ذلك.
[جامع الحوش]
فى المقريزى أن هذا الجامع بداخل قلعة الجبل بالحوش السلطانى. أنشأه الملك الناصر فرج بن برقوق فى سنة اثنتى عشرة وثمانمائة، فصار يصلى فيه الخدام وأولاد الملوك من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى أن قتل الناصر فرج انتهى. والآن قد تخرب وتعطلت شعائره.