للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جامع فيروز الجركسى]

هو فى درب سعادة بجوار المنجلة عن يمين الذاهب من حارة المنجلة إلى الحمزاوى وهو متخرب ومعطل الشعائر، وله منارة وبه قبة وفوق جانب منه مساكن. وكان أولا يعرف بمدرسة فيروز الجركسى كما فى وثيقة حليمة خاتون بنت محمد الغيطاوى المؤرخة بستة ألف ومائة وسبع وثمانين.

وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن فيروزا هذا هو الأمير فيروز الرومى الساقى الجركسى جركس القاسمى المصارع. ترقى بعده إلى أن صار ساقيا فى أواخر الأيام الناصرية فرج ثم فى الأيام المؤيدية، ودام إلى الأيام الأشرفية فحظى فى أولها ثم نفاه إلى المدينة النبوية، ثم رضى عنه وأعاده إلى وظيفته ثم عزله عنها فى مرض موته لكونه تخيل حيث امتنع من تعاطى الشيشنى من شئ أحضره إليه متعللا بالصوم أنه سم وما سلمه من القتل - كما وقع لابن العفيف ورفيقه - إلا الله؛ فلما تسلطن الظاهر استقر به زماما وخازندارا عوضا عن جوهر القنقباى فى سنة اثنتين وأربعين ولم يلبث أن عزله حين هرب العزيز من قاعة البربرية فى أوائل رمضان منها لأنه نسب إلى التقصير فى أمره مع براءته من ذلك، بل ورام نفيه فشفع فيه ولزم بيته حتى مات فى شعبان سنة ثمان وأربعين ودفن بمدرسته التى أنشأها بالقرب من داره عند سوق القرب داخل باب سعاده بالقرب من حارة الوزيرية، وقد أنشأ غيرها من الأماكن.

قال العينى: ولم يكن مشكور السيرة مع طمع زائد. وقال غيره: كان رئيسا حشما وعنده مكارم وأدب وفهم، وكان فى شبيبته جميلا ولكنه مخمول الحركات ، انتهى.

[جامع الفيلة]

قال المقريزى: هو بسطح الجرف المطل على بركة الحبش المعرف الآن بالرصد، بناه الأفضل ابن أمير الجيوش بدر الجمالى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وبلغت نفقته ستة آلاف دينار وأقيمت فيه الجمعة عند تمامه، وكان بجواره دير النستورية وبئر أبى سلامة وبئر النعش وماؤها يهضم الطعام وهو أصح الأمواه. وشرقى هذا الموضع: جبل المقطم والجبانة والمعافر والقرافة وآخر الاكحول وريحان ورعين والكلاع والاكسوع. وغربيه: المعشوق والنيل وبستان اليهودى إلى القبلة وطموه والأهرام وراشدة وقد خرب ما حوله فتعطل عن الجمعة والجماعة انتهى باختصار. وقد زال هذا الجامع الآن وذهبت أثاره بالمرة.

***