عليه أعطاها له كائنة ما كانت ويجد لذلك انشراحا، وكانت له صدقات وصلات خفية وظاهرة، وكان راتب بيته من الخبز كل يوم نحو الأردب، وكان شرب القهوة والسكر لا ينقطع من بيته ليلا ونهارا ويجتمع على مائدته الأربعون والخمسون والستون، وكان يصرف على بيوت أتباعه والمنتمين إليه، وشاع ذكره فى الأقطار وهادته الملوك والأمراء، وكان رزقه فيضا إلهيا، توفى ﵁ يوم السبت قبل الظهر السابع والعشرين من ربيع الأول سنة إحدى وثمانين ومائة وألف ودفن بقرافة المجاورين وقبره مشهور يزار إلى الآن ا. هـ.
[ترجمة الشيخ يوسف الحفنى]
وأما أخوه الشيخ يوسف، فهو كما فى تاريخ الجبرتى (١) أيضا الإمام العالم العلامة والمدقق الفهامة الشيخ يوسف شقيق الأستاذ شمس الدين الحفنى، أخذ العلم عن مشايخ عصره، مشاركا لأخيه وتلقى عن أخيه ولازمه ودرس وأفاد وأفتى وألف ونظم ونثر فمن مؤلفاته: حاشية على شرح الأشمونى، وحاشية على مختصر السعد وحاشية على شرح الخزرجية، وأخرى على جمع الجوامع لكنها لم تكمل وحاشية على الناصر وابن قاسم وعمل شرحا على شرح السعد لعقائد النسفى وآخر على شرح منلا حنفى فى آداب البحث، وله ديوان شعر توفى ﵀ فى شهر صفر سنة ثمان وسبعين ومائة وألف، انتهى.
(الحمّاد)
بتشديد الميم قرية صغيرة من مديرية البحيرة بقسم دفينة غربى فرع رشيد بنحو تسعمائة متر وفى جنوب الرمال المتصلة برشيد من جهة قبلى، وفى شمال ناحية الشماسمة بنحو ألف وستمائة متر وفى جنوب ناحية الجدية بنحو أربعة آلاف متر وبها جامع وأكثر زرعها الأرز.
وهى قرية صغيرة أهلها مسلمون ومن حوادثها كما فى الجبرتى أن الأتراك بعد وقعة الإنكليز المشروحة فى الكلام على رشيد نزلوا بهذه القرية وما جاورها من القرى واستباحوا أهلها ونساءها وأموالها زاعمين أنها صارت دار حرب بسبب نزول الإنكليز
(١) الجبرتى ١/ ٢٦٨ ط. الشرقية القاهرة سنة ١٣٢٢ هـ.