رأى قانصوه أنه ما قدر على التمكن من نهب الشون وحرقها ورأى قوة شوكة المانعين له وضعف حاله وحال عسكره وخاف من عساكر مصر رجع إلى أستاذه محمد بيك وكان بملوى، انتهى.
وقد ذكرنا ترجمة محمد بيك وما وقع له فى الكلام على منفلوط.
[(سماليج)]
قرية من مديرية المنوفية بقسم مليج، واقعة بين ترعتى القاصد والبتنونية الصيفية، وبجوارها قرية بتبس على نحو ألف وخمسمائة متر، وفى غربيها على ثمانمائة متر كفر القلشى وهو قرية صغيرة، ورى أرض سماليج من ترعتى الجردة والقاصد القديمة، وفى زمن الصيف لا يتمكن أهلها من الزرع لقلة الماء بها وقتئذ.
[ترجمة الشيخ أحمد بن أحمد السماليجى]
وقد ذكر الجبرتى فى حوادث «سنة تسع وثمانين ومائة وألف» أن هذه القرية ولد بها الفقيه الصالح والصوفى الناجح الشيخ أحمد بن أحمد السماليجى الشافعى الأحمدى المدرس بالمقام الأحمدى بطنتدا، قدم إلى الأزهر بعد ما حفظ القرآن ببلده، فحضر دروس الشيخ عطية الأجهورى والشيخ عيسى البراوى والشيخ أحمد الدردير وغيرهم، ثم رجع إلى طنتدا فاتخذها سكنا وأقام بها يقرأ دروسا ويفيد الطلبة ويفتى على مذهبه ويقضى بين المتنازعين من أهالى البلاد، حتى راج أمره واشتهر ذكره بتلك النواحى ووثقوا بقوله واجتمع عليه الكثير من الناس بمكانه المسمى بالصف فوق باب المسجد، ثم تزوج بامرأة جميلة الصورة من بلد الفرعونية فرزق منها بولد سماه أحمد، وكان فى غاية من الحسن والجمال، وبعد أن حفظ القرآن حفظ المتون وحضر فى الفقه والفنون، وكان نجيبا جيد الحافظة يحفظ كل شئ سمعه من مرة واحدة، ونظم الشعر من غير قراءة شئ من علم العروض.
قال الجبرتى: وقد رأيته فى أيام زيارة سيدى أحمد البدوى ﵁ فى سنة تسع وثمانين ومائة وألف، فلما حضر إلىّ وسلم علىّ جذبنى بحسن ألفاظه وسحر ألحاظه، وطلب منى تميمة فوعدته بها وتأخرت فى إرسالها؛