هذه المدرسة بحارة بين السيارج على يمنة السالك من رأس الحارة إلى ضريح الأستاذ البلقينى، وهى متخربة لم يبق/إلا جانبها القبلى الذى به الباب والشبابيك وإلى جانبهما صهريج متصل بها وسورها الغربى متصل بالمساكن.
وقال المقريزى: هذه المدرسة بحارة بهاء الدين من القاهرة بناها بجوار داره الأمير سيف الدين منكوتمر الحسامى نائب السلطنة بديار مصر وكملت فى صفر سنة ثمان وتسعين وستمائة وعمل بها درسا للمالكية قرر فيه الشيخ شمس الدين محمد بن أبى القاسم ابن عبد السلام بن جميل التونسى المالكى ودرسا للحنفية، وجعل فيها خزانة كتب وجعل عليها وقفا ببلاد الشام وهى من المدارس الحسنة.
[ترجمة الأمير منكوتمر]
ومنكوتمر هو أحد مماليك الملك المنصور حسام الدين لاجين المنصورى ترقى فى خدمته واختص به اختصاصا زائدا إلى أن ولى مملكة مصر بعد كتبغا فجعله أحد الأمراء بديار مصر ثم خلع عليه خلع نيابة السلطنة؛ فخرج سائر الأمراء فى خدمته إلى دار النيابة وباشرها بتعاظم كثير، وأعطى المنصب حقه من الحرية الوافرة والمهابة التى تخرج عن الحد، وتصرف فى سائر أمور الدولة من غير أن يعارضه السلطان فى شئ ألبتة.
وبلغت عبرة إقطاعه فى السنة زيادة على مائة ألف دينار، ولما عمل الملك المنصور الروك المعروف بالروك الحسامى فوض تفرقة منالات إقطاعات الأجناد له؛ فجلس فى شباك دار النيابة بالقلعة ووقف الحجاب بين يديه وأعطى لكل تقدمة منالات؛ فلم يجسر أحد أن يتحدث فى زيادة ولا نقصان خوفا من سوء خلقه وشدة حمقه، ولم يزل فى أبهته وسطوته إلى أن قتل السلطان فقبض عليه أيضا وذبح؛ فكان بين قتله وقتل أستاذه ساعة من الليل وذلك فى ليلة الجمعة عاشر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وستمائة انتهى.