يزعم بعض الإفرنج أنه بالنسبة لكثرة ما زرع من الأشجار فى الديار المصرية، وفتح خليج البرزخ حصل تغير فى طقص القطر المصرى. ولم يكن هذا الزعم منه مبنيا على شئ يثبته، بل الأمور المشاهدة تدل على أن الحال الآن هو كما كان فى أول هذا القرن.
مثلا رصدت الفرنساوية مدة استيلائهم على هذه الديار عدد أيام المطر، فوجدوا أنه دائر بين خمسة عشر يوما وستة عشر يوما فى السنة، وبعد ارتحالهم صار رصد ذلك أيضا من سنة ألف وثمانمائة وخمس وثلاثين إلى سنة ألف وثمانمائة وتسع وثلاثين، فوجد أن عدد أيام المطر فى الخمس سنين المذكورة دائر بين اثنى عشر يوما أو ثلاثة عشر يوما.
وكمية المطر كانت فى سنة ألف وثمانمائة وخمس وثلاثين سبعة عشر ملليمتر ونصف، وفى سنة ألف وثمانمائة وست وثلاثين أحدا وعشرين ملليمتر، وفى سنة ألف وثمانمائة وسبع وثلاثين خمسة عشر ملليمتر ونصف، وفى سنة ألف وثمانمائة وثمان وثلاثين أحد عشر ملليمتر، وفى سنة تسع وثلاثين ثلاثة ملليمتر فقط.
وفى سنة ألف وثمانمائة واحد وسبعين كان عدد أيام المطر فى مدينة القاهرة تسعة أيام، ومدته فيها تسع ساعات وعشر ساعة، وهو أقل مما كان أول هذا القرن.
وبلغت كمية المطر فى سواحل البحر فى ثغر الإسكندرية، سنة ألف وثمانمائة وسبع وستين، مائتين وستة وعشرين ملليمتر وسبعة أعشار، وفى سنة ألف وثمانمائة وثمان وستين بلغت ثلثمائة وأربعا وثلاثين ملليمتر وسبعة أعشار، وفى سنة ألف وثمانمائة وتسع وستين بلغت مائة وثمانيا وخمسين ملليمتر، وفى سنة ألف وثمانمائة وسبعين بلغت اثنين وسبعين ملليمتر وسبعة أعشار، وفى سنة ألف وثمانمائة وإحدى وسبعين بلغت مائة وثمانيا وستين ملليمتر، وفى سنة ألف وثمانمائة واثنين وسبعين بلغت مائتين وثلاثا وثمانين ملليمتر.
وعدد أيام المطر فى هذه السنين كان دائرا بين أربع وأربعين يوما واثنين وعشرين يوما.