وقد أخذ عن جماعة من فضلاء الأزهر فلازم الشيخ داود القلعاوى وسمع منه الكتب الستة، وأخذ عن الشيخ الدمهوجى، والشيخ الفضالى، والشيخ القويسنى، والشيخ الشرقاوى.
وكان ﵀ زاهدا حافظا مائلا إلى حب العزلة لم ير فى وليمة إلا نادرا، وكثيرا ما كان يدعوه الأمراء إلى منازلهم فلا يجيبهم وكان يزور الإمام الشافعى ماشيا على كبر سنه.
وكان ﵀ مهيبا فى درسه بحيث لا يستطيع الطالب أن يرفع فيه صوته ولو بالسعال، فإذا اعترى أحدا منهم السعال تحول وأخفى ذلك ما أمكن.
وكان فى مبدأ أمره سافر مع بعض مماليك العزيز المرحوم محمد على إلى أقصى الصعيد وأقام هناك سنتين ثم رجع، وانقطع للعلم بالأزهر إلى أن توفى إلى رحمة الله تعالى وعمره اثنتان وسبعون سنة.
[ترجمة الشيخ حسين المرصفى]
وقد ترك ابنه العلامة الشيخ حسينا من أجلاء العلماء وأفاضلهم، له اليد الطولى فى كل فن، وقل أن يسمع شيئا إلا ويحفظه، مع رقة المزاج وحدة الذهن وشدة الحذق.
اجتهد فى التحصيل وحفظ المتون-حتى متن جمع الجوامع وتلخيص المفتاح-، وتصدر للتدريس فقرأ بالأزهر كبار الكتب كمغنى اللبيب فى النحو لابن هشام، وله تآليف مفيدة أجاد فيها وأفاد، منها: كتاب «الوسيلة الأدبية فى علوم العربية»، جمع فيه نحو اثنى عشر فنا.
وتكلم باللسان الفرنساوى وقرأ الخط العربى والفرنساوى فى أقرب زمن مع انكفاف بصره، وهو حروف اصطلح عليها اصطلاحا جديدا تدرك بالجس باليد.