للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثمانمائة بالظاهرية القديمة وصلى عليه بالأزهر فى مشهد حافل جدا، ودفن بزاوية الشاب التائب محل سكنه وتأسف الناس على فقده ومن نظمه يمدح شرحه للإرشاد.

ودونك للإرشاد شرحا منقحا … خليقا بأوصاف المحاسن والمدح

تكفل بالتحرير والبحث فارتقى … وفى الكشف والإيضاح فاق على الصبح

بعين الرضا فانظره إن جاء محسنا … فقابله بالحسنى وإلا فبالصفح

ومن كلامه:

قل للذى يدعى حذقا ومعرفة … هوّن عليك فللأشياء تقدير

دع الأمور إلى تدبير مالكها … فإن تركك للتدبير تدبير

[ترجمة الشيخ محمد الجوجرى الخانكى]

وفى الضوء اللامع (١) أيضا أن منها الشيخ محمد بن على بن عبد الله الجوجرى ثم الخانكى الشافعى، ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريبا بجوجر ثم تحول إلى خانقاه سر ياقوس وتسبب الأب بالعلافة وغيرها، وحفظ هو القرآن وجانبا من التنبيه بواسطة انتمائه لشريفين أعجميين أخوين كانا نازلين بها وتدرّب بهما فى الطلب ومعرفة اللسان العجمى ولازم خدمتهما حتى انفصلا إلى الحرمين، ثم اختص بعلى الخراسانى ناظر الخانقاه وتكلم عنه فى الخانقاه بل كان هو المستبدّ بها ثم استقل بنظرها وقام فى أمرها وتنمية وقفها وعمارتها وناكد كثيرا من مستحقيها.

وكذا تكلم عن قانم وغيره فى الشيخونية والصرغتمشية والبيمارستان وعن قجماش فى البرقوقية ولا زال فى ترق من المال والدور بالخانقاه وغيرها مع مزيد إقدامه وكثرة كلامه وميله إلى الغلظة والتجبر وربما مال للفقراء والفضلاء، وحضر عند القاياتى والسروانى والمناوى والورورى ومات له ولد فأحضر له أبو البقاء ابن الجيعان لتجهيزه عشرة دنانير مع ثوب بعلبكى فأخذ ذلك وألزم أمه بتجهيزه مما هو عندها


(١) الضوء اللامع ٨/ ١٩٢ ط، المقدسى.