البوزة، والنعال، والفراء، وعادتهم أن يجعلوا كل أربع فراء قطعة واحدة، ويستعملونها فرشا كالسجادات، ويستعملها العرب أردية يتلفعون بها كشيلان الصوف ويباع فيهما أيضا الحبوب والثياب وغير ذلك.
[مطلب الطريق من دنقلة إلى فاشر دارفور]
ومن هذه القرية يخرج طريقان طريق إلى فاشر دارفور، وطريق إلى الخرطوم ولنتكلم على طريق فاشر دارفور.
فنقول: هو طريق صعب قاتم الأعماق لا يسار فيه إلا بأهبة وعدة وأزواد ورواحل، وخبراء من العرب المترددين إلى تلك الجهة، وله متعهدون من طرف الديوان يعينون مع القوافل من يلزم من العرب الخبراء، فتخرج القافلة من غرب دنقلة العجوز مغربة، مع الميل إلى جهة الجنوب بقدر درجتين فى طريق مرملة غير واضحة إلى أن تحط فى محل يسمى (سليم البرد) وهو محل ليس فيه شئ سوى الرمل، ومنه فى هذا الاتجاه إلى (الكرعان) وهى: أرض ذات رمل وحصى أحمر وفيها أشجار قليلة، وحشائش تأكلها الإبل، وفى غربيها أحجار صوان توجد عندها الغزلان، وربما يصطاد منها أهل القافلة، ومن كرعان فى ذلك الاتجاه إلى أول وادى (الملك الملح)، وهو واد متسع عرضه نحو ثلاث ساعات بسير الجمل، فيه أنواع من الشجر مثل الطندب، والسلم، وشجر المنتاب، فتحط فى جنوب آبار الماتول بقرب منها، وهناك توجد الغزلان الكثيرة يصطادون منها، وآبار الماتول فى شمال ذلك الوادى، وهى آبار متعددة مرتدمة ومتهدمة، غير اثنتين منها، فإنهما مستعملتان إلى الآن وارتفاعهما نحو سبعة أمتار، وماؤهما مالح عمقه نحو خمسين سنتيمتر، ولا يستعمل إلا لشرب الإبل وغسل نحو الأوانى، ويقول الحكماء: إن شربه للآدميين غير مستحسن، فإذا كان مع القافلة قرب فرغ منها ماء النيل، فإنهم يملؤنها منه. وفى الشمال الغربى لهذه الآبار على بعد ساعتين بيوت من الشعر لعرب من (الكبابيش)