تلمسان، فلما ترعرع سيدى موسى اختار طريق الله على الملك فتشوش والده لذلك، ثم أطلق له الأمر، فالتحق بأبى مدين، وأخذ عليه العهد، ووقع على يديه الكرامات.
وأرسل أبو مدين عدة من أصحابه إلى مصر، فأرسله من جملتهم وقال له: إذا وصلت إلى مصر فاقصد ناحية هور بصعيدها الأدنى، فإن فيها قبرك، وكان كذلك، وتفرقت أولاده فى البلاد، وجماعة ماتوا بمنشية الأمراء وجماعة ببلنسورة، وساح أولاده إلى بلاد الرجراج مات سنة سبع وسبعمائة على ما قيل ﵁. انتهى.
[(هيرقليوبوليس باروا)]
بلدة كانت قديما رأس خط سترويت وكانت على الشاطئ الأيمن لبحر الطينة فى منتصف المسافة بين صان والطينة، ومحلها الآن التل المعروف بتل الشيرج، والطريق بينها وبين الطينة كانت برا لا بحرا، قاله يوسف الإسرائيلى وكان على يمين الذاهب منها إلى الطينة، برك ماء جعل بعض الجغرافيين منها بحيرة البلاح الآن، وعلى الشمال أيضا جملة برك بين مصب بحر صان وبحر الطينة، وكان يتخللها جملة قرى، ولم تكن بحيرة المنزلة فى ذاك الوقت متسعة كما هى اليوم.
والظاهر مما تقدم أنه لما انطمس بحر الطينة، وانقطع جريان النيل فيه غلبت مياه المالح على أراضى تلك الجهات، فحدثت بحائر أخرى على شمال بحر الطينة، ثم أخذت البحائر فى الاتساع، وزحف بعضها على بعض، واختلط قديمها بجديدها، واتصلت ببحيرة المنزلة، وصار الجميع بحرا واحدا، هو بحيرة المنزلة الآن.
وانعدم بسبب ذلك خط سترويت المسماة (ستروم)، الذى كانت أراضيه على طرفى بحر الطنية.